رياضة

غرين غوست تصرخ: نادي أولمبيك خريبكة بين أزمات الإدارة وتحديات الجماهير

محمد حليلو – خريبكة

من السيء إلى الأسوأ، هكذا باتت تتنبأ جماهير أولمبيك خريبكة، التي ترى فريقها الذي كان يُضرب له ألف حساب، يُصارع اليوم أمام فرق تفتقر لمقومات الاحتراف. أزمة تلو الأخرى جعلت الجميع يتساءل: أين ذهب ذلك المجد؟ كيف وصل النادي، الذي لطالما جسّد طموح المدينة وأهلها، إلى هذا الوضع الكارثي؟

خلال مباراة الأحد الماضي بمركب الفوسفاط، التي خسرها الفريق أمام اتحاد يعقوب المنصور بهدفين لهدف، جاءت الجماهير برسالة صريحة ومرئية، حيث شكّل أفراد مجموعة “غرين غوست” كلمة “DÉGAGE” بأجسادهم في المدرجات، ليعبّروا عن غضبهم العارم واستيائهم من الأوضاع. وكانت هذه الكلمة مرفقة برسائل واضحة تطالب بإصلاح جذري، حيث حملت الجماهير الإدارة مسؤولية “تلميع الصورة الشخصية لخدمة المصالح السياسية”، مشيرة إلى أن الرئيس الحالي لا يفقه في الرياضة، وأن الصراعات الداخلية بين الشركة والجمعية قد أوصلت النادي إلى حافة الانهيار. وطالبت الجماهير، كحل أساسي، باستقالة المكتب الحالي وعودة المؤسس الشرعي للنادي.

وأكدت جماهير النادي كذلك أن ولاءها الحقيقي للشعار، وليس لأسماء اللاعبين أو أعضاء الطاقم التقني، فقد حمل قميص “لوصيكا” أساطير نقشوا أسماءهم في تاريخ الكرة المغربية. وعبرت الجماهير عن استعدادها لدعم كل من يثبت إخلاصه للفريق، لكنهم تعهدوا بوضع من يستغل النادي لمصالحه الشخصية في “مزبلة التاريخ”.

وإلى جانب أزمة إدارة النادي، تواجه الجماهير تحديات أخرى تتعلق بتقييد حريتهم في التنقل بين المدن، إذ باتوا يتساءلون: “هل نحتاج إلى تأشيرة للانتقال من مدينة إلى أخرى؟”. فرغم تأكيدهم على نبذ الشغب بكافة أشكاله، تُعتبر تلك القيود تضييقاً على الحريات التي يكفلها لهم حقهم كمواطنين، والتي لطالما ساهمت في إبراز صورة إيجابية عن الكرة المغربية.

وفي لفتة تضامنية تعكس عمق الوعي الاجتماعي لدى الألتراس، لم ينسَ مشجعو “لوصيكا” دعمهم للقضية الفلسطينية، منوهين بأبطالها في معركة النضال المستمرة، ليؤكدوا بذلك أن الرياضة ليست بمعزل عن القضايا الإنسانية الكبرى، وأنهم جزء من نضال أوسع لا يقتصر على ملاعب الكرة.

وسط هذه الأزمات والتحديات، تواصل جماهير “لوصيكا” نضالها وحبها الذي لا ينقطع، مؤكدةً أن هدفها الأسمى هو إعادة النادي إلى سابق عهده، وأنهم سيستمرون بالإبداع والتألق دعماً لفريقهم حتى تتحقق آمالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى