متابعة:
احتضنت مدينة تيفلت، يوم الخميس 17 يوليوز 2025، ندوة وطنية علمية حول موضوع “دور الجماعات في تعزيز ورش الجهوية المتقدمة بالمغرب”، وذلك في إطار فعاليات مهرجان تيفلت المنظم هذه السنة تحت شعار “دور الثقافة في ترسيخ الهوية المغربية لخدمة الوحدة الوطنية”. وجاء تنظيم هذه الندوة من طرف جماعة تيفلت بشراكة مع إدارة المهرجان، في سياق الانخراط الفعلي في النقاش الوطني المرتبط بتجويد الفعل العمومي الترابي وتفعيل ورش الجهوية المتقدمة.
واستندت هذه المبادرة العلمية إلى مضامين الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة المنعقدة بطنجة في دجنبر 2024، والتي أكدت على ضرورة تسريع وتيرة التنزيل الفعلي لهذا الورش، من خلال تفعيل ميثاق اللاتمركز الإداري وتعزيز اختصاصات الجهات وتوطين السياسات العمومية وفق مقاربة تعاقدية مندمجة.
وشكلت الندوة، التي عرفت مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والباحثين، مناسبة لمقاربة أدوار الجماعات في البناء المؤسساتي الجديد، من خلال مداخلات علمية قاربت الموضوع من زوايا مختلفة. فقد تناول الدكتور محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، إشكالية تعزيز الجهوية المتقدمة من خلال قيم التعاضد والالتقائية. فيما توقف الدكتور عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، عند أبعاد التعاون الدولي اللامركزي بين المقاربة المعيارية والضرورات السياسية.
أما الدكتور لحسن الحميدي، أستاذ القانون العام بجامعة ابن طفيل، فقد ركز في مداخلته على رهانات توطين السياسات العمومية الترابية، في حين ناقش الدكتور عبد الرحيم التجاني، الأستاذ الباحث بجامعة ابن زهر والمستشار القانوني والإداري للجامعة، دور المجالس الجماعية في ضوء توصيات المناظرة الثانية للجهوية المتقدمة.
وقد شكلت الندوة فضاء مفتوحا للحوار بين الفاعلين الترابيين والأكاديميين حول سبل تطوير أداء الجماعات المحلية وتعزيز مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة على المستوى الجهوي والمحلي، في أفق جعل الجهوية المتقدمة رافعة حقيقية للعدالة المجالية والديمقراطية الترابية.
