خميس الإدريسي: التردد خارج مصلحة الحزب وقيمه الخالدة لن يزيدنا إلا تباثا وإصرارا من أجل محاربة الفساد داخل جماعة تيفلت ونعتز بمساندة الساكنة.

يعتبر الحزب السياسي هو الفضاء الآمن للمناضلين والمناضلات الذين ينتمون إليه؛ وهو بمثابة الحصن الحصين والأرضية القوية والمرجع الأساسي للدفاع عن كل منتمي له، وتعتبر التنظيمات داخل الحزب الحجر الأساس للإستمرارية والصمود والتوسع الترابي من أجل تنزيل برامج الحزب واستراتيجيته وأيديولوجيته على أرض الواقع؛ وهما معا أي القيادة والقاعدة يشكلان متلازمة من أجل البقاء والنجاح والوصول إلى السلطة سواء داخل الأغلبية أو المعارضة لإيصال صوت الكتلة الناخبة.
إن ما يعيشه اليوم مناضلات ومناضلي حزب الإستقلال بإقليم الخميسات “تيفلت/الرماني” يحيلنا إلى ما لايدع مجال للشك أن هذه المنطقة أصبحت غير موجودة في مخططات القيادة الإستقلالية؛ أي أن الواقع اليوم يفرض على الأمين العام لحزب الإستقلال الدكتور “نزار بركة” الجلوس على طاولة الحوار مع تنظيمات حزبه بالإقليم أعلاه أو بالأحرى مع تنظيمات دائرة “تيفلت” التي لم تنعم يوما بالسلام بين حزبه وحزب الكوميسير “عرشان” وابنه “عبد الصمد عرشان” رئيس جماعة تيفلت والبرلماني بنفس الإقليم؛ وهو المقعد الذي كان دائما في دائرة حزب الإستقلال؛ ولعل الإنتخابات التشريعية سنة 1993 كانت خير دليل على التمرد على أصوات الساكنة التي كانت لصالح حزب الميزان وتحولت بفضل الهندسة الإنتخابية آنداك للراحل “ادريس البصري” وزير الداخلية والرجل القوي في عهد الراحل “الحسن الثاني”؛ لصالح “عرشان” الكوميسير والتي قيل فيها حسب الرواة بأنها لم تكن انتخابات بقدر ما كانت تصفية حسابات من أجل فوز الكوميسير على أنف الإستقلاليين بتيفلت.
ومن خلال تتبعنا لما يقع حاليا بمنطقة تيفلت وخصوصا تنظيمات حزب الإستقلال والحرب مع ابن الكوميسير رئيس جماعة تيفلت “عبد الصمد عرشان”؛ فإن تنظيمات حزب “علال الفاسي” غير راضية على تسيير أمور الجماعة التي تعتمد على منهجية الرئيس “أنا ومن معي.. والباقي له الطوفان..”؛ بالإضافة إلى تحالف المعارضة بذات الجماعة التي ترى بأن “عرشان” لا يريد أن تسير معه المدينة التي يرى حسب أقوالهم بأنها ملك لآل عرشان؛ وهو الأمر الذي يرفضه الجميع بأن المدينة ملك للجميع وتسييرها يجب أن يكون وفق محددات الديمقراطية التشاركية والتعاون من أجل الصالح العام.
إن الواقع السياسي اليوم بتيفلت المدينة التي سلط الله عليها الجلاد وابنه بمباركة من البصري رجل سنوات الرصاص؛ جعل مكونات حزب الإستقلال تعيد ربط الماضي بالحاضر من أجل المواجهة في المستقبل؛ الأمر الذي جعل مكتب فرع حزب الميزان وشبيبته ومختلف التنظيمات الموازية تتجند من أجل محاربة امبراطورية آل عرشان التي تصفها بالتلاعب وعدم الاشراك والقضاء على أحلام ساكنة المنطقة التي تتطلع لما هو أحسن من تنمية وخدمات ومواصلات جيدة ومراكز الشغل لا المهرجان التي تصرف عليه أموال طائلة لو وظفت في قطاع حيوي لكان لها وقع يخدم مصالح ساكنة المدينة.
ويرى “خميس الإدريسي” الإستقلالي القيدوم عضو جماعة تيفلت بأن الواقع اليوم الذي تعيشه المنطقة ينده له الجبين؛ وأن الساكنة أصبحت غير قادرة على تحمل هذا الوضع المزري في ظل غياب أي بوادر للإصلاح أو نقطة تفاؤل لمسار التنمية أو أي نافذة للنهوض بالمدينة التي ظلت لسنوات رهينة بنزوات آل عرشان، إن الظرفية اليوم تحتم على الجميع الوقوف وقفة رجل واحد من أجل التصدي لهذا الأخطبوط الفاسد الذي لا يخدم إلا مصالحه الشخصية دون الإكتراث بمصالح الساكنة.
ومن خلال تدوينة فايسبوكية قال “خميس الإدريسي” عندما يخدل القيادي الإستقلالي عبد القادر الكيحل الحزب في الدائرة التشريعية تيفلت/الرماني ، المرتبطة في أذهان سكانها باسم الوزير بوعمرو تغوان، و مناضلي فرع تيفلت ، ليرتمي في أحضان من كانت تصفه و تنعته جريدة العلم لسان حال حزب الإستقلال بالشرطي الجلاد”، نرى بأن هناك تصدعات داخل حزب الأمة وضميرها والمحافظ على الوسطية والإعتدال؛ ومن هذا الباب نطرح هذه التساؤلات: لماذا شعر استقلاليو تيفلت بالخذلان من أحد قادة حزب الإستقلال “الكيحل” الذي حضر لمهرجان “تيفلت” المنكوبة مع العمل بأن القيادة المحلية لم تشارك وطالب القيادة بعدم الحضور؟ ولماذا لم يتدخل “الكيحل” باعتباره مستشار برلماني بجهة الرباط سلا القنيطرة لحل المشكل القائم بين فريق حزب الإستقلال بجماعة تيفلت والرئيس “عبد الصمد عرشان”؟ ولماذا حضر الوزيران “عبد الصمد قيوح” و”نعيمة بن يحيى” عضوا اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال رغم علمهما بالصراع القائم بين رئيس جماعة تيفلت والفريق الإستقلالي؟ ولماذا لم يجلس أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال مع مكونات الحزب بتيفلت عقب الزيارة من أجل التشاور والتواصل…؟
أسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عليها في المقال المقبل بحول الله …. يتبع