تعدد المهرجانات والمواسم في صيف 2025 بإقليم شيشاوة: أولوية الماء أم الاحتفال؟

شيشاوة-سمير الرابحي
يشهد إقليم شيشاوة خلال صيف 2025 تزايدًا ملحوظًا في عدد المهرجانات والمواسم المحلية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا بين ساكنة الإقليم حول جدوى هذه الأنشطة في ظل التحديات التنموية التي تواجهها المنطقة. فهل نحن فعلاً بحاجة لكل هذه المهرجانات؟ وهل هي من الأولويات التي يجب أن تُصرف عليها الأموال العامة؟ أم أن هناك قضايا أكثر إلحاحًا تستدعي الاهتمام والتمويل؟
من جهة، يرى البعض أن هذه المهرجانات تُعد متنفسًا ترفيهيًا وثقافيًا للسكان، وتساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي من خلال جذب الزوار وتشجيع التجارة. كما أنها فرصة لإبراز التراث الثقافي الغني للإقليم، وتعزيز الهوية المحلية. ويؤكد المدافعون عن هذه الفكرة أن الثقافة والفن جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، وأن تخصيص ميزانية لها أمر ضروري لضمان التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
على الجانب الآخر، يرى العديد من المواطنين أن هذه المهرجانات ليست أولوية قصوى، خاصة وأن العديد من جماعات الإقليم تعاني من نقص حاد في أبسط مقومات الحياة الكريمة. فالمواطنون في بعض المناطق ما زالوا يواجهون صعوبات في الحصول على الماء الصالح للشرب، وتعبيد الطرق، وتوفير النقل المدرسي، وتحسين الخدمات الصحية، وبناء حجرات دراسية و وحدات التعليم الأولي. ويتساءل هؤلاء: كيف يمكن للجماعات المحلية أن تنفق مبالغ طائلة على تنظيم مهرجانات لا يستفيد منها المواطنون بشكل مباشر، بينما تعاني من نقص في الاحتياجات الأساسية؟
إن التساؤل ليس حول أهمية الثقافة والمهرجانات في حد ذاتها، بل حول التوقيت والأولويات. ففي الوقت الذي تُخصص فيه ميزانيات ضخمة لهذه الفعاليات، تُترك العديد من المشاريع الحيوية معلقة أو غير مكتملة. وهذا يطرح تساؤلاً حول الحكمة في اتخاذ القرار، ويشير إلى ضرورة إعادة النظر في ترتيب الأولويات التنموية.
قد يرى البعض أن توقيت هذه المهرجانات يتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات لسنة 2026، وأنها قد تكون وسيلة للبعض للقيام بحملات انتخابية مبكرة، واستغلال هذه المناسبات للظهور والتقرب من الناخبين. وإذا كان هذا صحيحًا، فإن هذا يضع مصداقية هذه المهرجانات على المحك، ويجعلها محط شكوك حول أهدافها الحقيقية.
لا يمكننا إنكار أهمية الثقافة والمهرجانات، لكن يجب أن يكون ذلك بعد توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. فالأولوية يجب أن تُعطى دائمًا للمشاريع التي تُحسن من جودة الحياة اليومية للسكان بشكل مباشر، مثل توفير الماء الصالح للشرب، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الخدمات الأساسية. بعد ذلك، يمكننا التفكير في تنظيم المهرجانات والاحتفال بالثقافة المحلية، لأن الثقافة لا يمكن أن تزدهر في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.