مجتمع

السعودية تهدد الإمارات ، والأخيرة تنسحب بهدوء وفي رمشة عين من اليمن . ماذا يحدث بين أصدقاء الأمس ؟ 

 

بقلم: الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم

 

وأخيرا ، أخرجت الإمارات العربية المتحدة قواتها من اليمن بعد التهديد السعودي الصريح باتخاذ اللازم لمواجهة ما يهدد أمنها القومي ، فما االذي يحدث بين اصدقاء الأمس ؟

السعودية تصدر بيانا شديد اللهجة ، و إمارات أبناء زايد ترد ببيان لتهدئة بلاد الحرمين ، وتطمئنها بانها لن تسعى أبدا لتهديد أمنها ، وأنها انسحبت بالمرة من اليمن لإظهار حسن النية …

القصة بدأت اوائل الشهر الحالي ، وبالضبط بعدما نفذت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوبي اليمن عن شماله، تحركات عسكرية مفاجئة .

من خلال تلك التحركات سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة على مساحات واسعة من الأراضي في جنوب اليمن، على غرار محافظتي حضرموت والمُهرة المتاخمتين لكل من المملكة السعودية وسلطنة عُمان، خلال هجوم خاطف .

بعدها ، وصف مجلس القيادة الرئاسي اليمني، تلك الخطوة بأنها “إجراء أحادي يهدد الداخل اليمني كما يمس أمن دول الجوار “. وهي رسالة مبطنة ايقظت حكام السعودية

لذلك ، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، بقيادة السعودية، أنه قصف جوا أسلحة وعربات قتالية بعد وصولها من ميناء الفجيرة الإماراتي على متن سفينتين إلى ميناء المكلا الخاضع لسيطرة المجلس الانتقالي، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وفي نفس الوقت ،فرض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بداية من يوم امس ، حالة الطوارئ تمتد لتسعين يوما قابلة للتجديد، بهدف مواجهة ما سماه “محاولات تقسيم الجمهورية”، وكذلك إلغاء اتفاقية الدفاع المشتركة مع الإمارات، بما يفضي إلى خروج قواتها كافة من اليمن خلال 24 ساعة.

جاء ذلك إثر سيطرة انفصاليين تدعمهم أبوظبي وفق قوله، على مساحات شاسعة في جنوب البلاد والمتاخمة للأراضي السعودية.

كما تقرر “إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة”،

وعبر رئيس مجلس القيادة اليمني من خلال نفس البيان عن أسفه الشديد قائلا: “تأكد بشكل قاطع ثبوت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بالضغط وتوجيه المجلس الانتقالي بتقويض سلطة الدولة والخروج عليها من خلال التصعيد العسكري”.

يذكر انه في البداية وعلى غرار الإمارات، كان المجلس الانتقالي الجنوبي جزءا من التحالف الذي تقوده السعودية وحارب إلى جانبها في 2015 ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.

لكنه تحول من تحالف ضد الحوثيين إلى مواجهة داخلية في الجنوب

وحين سيطر الحوثيون على الجزء الشمالي من البلاد، بما يشمل العاصمة صنعاء، بعد أن أجبروا الحكومة ‌المدعومة من السعودية على البقاء جنوبا، منذ عام 2022، بات الانفصاليون (المجلس الانتقالي الجنوبي) جزءا من ‍تحالف يسيطر على المناطق الجنوبية الخارجة عن سيطرة الحوثيين، علما أن مبادرة تقاسم السلطة تدعمها الرياض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى