*بهذه الروح، جاء خطاب العرش لسنة 2025 ليضع الشعب المغربي أمام مرحلة جديدة من الإنجاز والاعتزاز*

*بقلم : خيرالدين قياد*
حلّت الذكرى السادسة والعشرون لعيد العرش المجيد بخطاب ملكي يرسم للمغرب مستقبلًا طموحًا، بني على الشرعية التاريخية، السيادة الترابية، والرؤية التنموية المتجددة. فقد جسد جلالة الملك محمد السادس في كلمته صورة قائد يجمع بين الأصالة والتحديث، حيث أكد أن العرش العلوي يستمد شرعيته من تلاحم ثابت مع شعبه ووطنه، في علاقة تتجدد مع كل بيعة ومناسبة وطنية.
هذا الانسجام الوطني كان صلب الخطاب الملكي، لا سيما عند التأكيد على ملف الصحراء المغربية. إذ شدد جلالته بوضوح أنّ مغربية الصحراء ليست مجرد شعار، بل حقيقة يجسدها التاريخ، القانون، ودعم دولي يتزايد سنة بعد أخرى لمقترح الحكم الذاتي المغربي. أقر الملك أن أي حل يجب أن يصون كرامة الجميع، ويكون تحت السيادة الوطنية، وأشاد بالمواقف الواضحة لحلفاء مثل بريطانيا والبرتغال، داعيًا لتوافق يربح فيه الوطن ولا يخسر فيه أحد.
أما التنمية، فقد رفض الملك بعبارات قوية استمرار “مغرب بسرعتين”، مؤكدًا أن العدالة المجالية صارت أولوية وطنية، وأن الجهات الجنوبية لبنة أساسية في ورش التقدم. جاء الخطاب متماهيًا مع نتائج الإحصاء الوطني لسنة 2024، حاثًا الحكومة على تسريع الإصلاحات ومواصلة تعميم الحماية الاجتماعية ومحاربة الفقر، بما يسهم في صعود المغرب كقوة اقتصادية إقليمية يحسب لها ألف حساب.
ويبرز الملك رؤية اقتصادية واضحة: مغرب اليوم قوة مصدّرة للصناعة والمعرفة، بتنوع أسواقه وانفتاحه على أزيد من ثلاثة مليارات مستهلك حول العالم. يرافق ذلك طموح لحماية الأمن الغذائي والمائي، وضمان السيادة الكاملة في كل القطاعات.
وفي الختام، كان الخطاب حمّال رسائل أمل ووحدة وتقدير لكل جنود المغرب، مجددًا العهد مع الشعب على المضي قدمًا في طريق الإصلاح، وصيانة السيادة والهوية بقوة الإيمان وروح الوحدة.
*بهذا الخطاب، يرسم الملك محمد السادس ملامح مغرب جديد: قوي بوحدته، متقدم بتنميته، وشامخ بسيادته على صحرائه وكل مناطقه، تحت قيادة ملك يعرف كيف يحوّل التحديات إلى مكتسبات دائمة للمغاربة.*