بوجدور: مقبرة الأجنة وصمت الأبواق المأجورة.

متابعة : كمال قابل
أين أنتم اليوم؟ بوجدور تستغيث ومستشفاها يئن
أين أنتم يا من كنتم بالأمس تتسابقون في التهجم والسب، وتكيلون الاتهامات لمن قال كلمة حق في حق أحد المسؤولين بمدينة بوجدور؟ أين أنتم اليوم ومستشفى بوجدور يتحول إلى مقبرة للأجنة، ومكان لا تتوفر فيه أبسط شروط الرعاية الصحية التي تليق بنساء المدينة؟
لقد كان هجومكم بالأمس شرسًا ومؤلمًا. لم يكن نقاشًا بناءً، بل كان وابلًا من السب والشتائم والتمييز العنصري. وصفتموني بـ”رويع الإبل” و”الشلح” انتقاصًا من كرامتي ومن هويتي الأمازيغية. لم أكن أدافع عن مسؤول، بل كنت أدافع عن مبدأ؛ عن الحق في التعبير عن الرأي دون خوف أو ترهيب.
واليوم، الصمت هو سيد الموقف. أين ذهبت تلك الأصوات العالية التي كانت تتهم وتسيء؟ لماذا لا تدافعون عن نساء بوجدور اللواتي يواجهن الإهمال والموت في المستشفى؟ لماذا لا تدافعون عن حقهن في الإنجاب بكرامة وأمان؟
لقد أيقنت اليوم أنكم أقلام مستأجرة، تُحرّك حسب الأجندات ولا تخدم المدينة ولا أبناءها. تظهرون عندما يُطلب منكم الهجوم، وتصمتون عندما يُطلب منكم الدفاع عن الحق. بوجدور اليوم في أمسّ الحاجة لأبنائها المخلصين، لا لأقلام مرتزقة لا تحرّكها إلا المصالح الضيقة.
إن صمتكم اليوم هو أكبر دليل على أنكم كنتم بالأمس على باطل. وإني أجد في هذا الصمت عزائي، فالحق أبلج، والباطل يتبدد. سأبقى أدافع عن مدينتي وعن الحق، وإن لم يكن معي إلا صوتي. فبوجدور تستحق أفضل من هذا الحال، ونساءها يستحقون حياة كريمة.