🇲🇦 إحتفال مغربي رفيع المستوى في تاراغونا بمناسبة الذكرى الـ26 لعيد العرش المجيد
عيد العرش نبضة وطن لاتغيب

حنان قوتي
في مشهد يعكس عمق الروابط التاريخية والدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا ، إحتفلت القنصلية العامة للمملكة المغربية بتاراغونا بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، وسط حضور رسمي ومجتمعي واسع ، جسّد مكانة هذه المناسبة الوطنية في وجدان المغاربة داخل الوطن وخارجه .
ـ الاحتفال، الذي نظمته القنصلية المغربية مساء الجمعة، عرف مشاركة رفيعة المستوى من ممثلي السلطات الإسبانية والكتالونية، من بينهم مندوبة حكومة جهة كاتالونيا في تاراغونا، ورؤساء بلديات ومدن مجاورة ، إلى جانب نواب من البرلمانين الإسباني والكتالوني، ومسؤولين أمنيين وعسكريين وقضائيين، فضلاً عن شخصيات من الأوساط الاقتصادية والثقافية والدينية، وممثلين عن الجالية المغربية المقيمة في الجهة.
هذا الحضور الوازن لم يكن مجرد بروتوكول، بل حمل دلالات سياسية وثقافية تعكس تطور العلاقات المغربية الإسبانية، خاصة على مستوى التعاون المحلي والجهوي، حيث باتت جهة كاتالونيا تشكل فضاءً حيويًا للتفاعل الثقافي والدبلوماسي بين البلدين.
وفي الكلمة المغربية بهذه المناسبة، سلطت السيدة إكرام شاهين، القنصل العام للمملكة المغربية بتاراغونا، الضوء على المسار التنموي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، مشيدةً برؤيته الإستراتيجية في تعزيز الأمن والإستقرار، ودوره الريادي في القضايا الدولية، وعلى رأسها المبادرة الملكية الأطلسية التي تعكس طموح المغرب في ترسيخ موقعه كفاعل إقليمي ودولي . كما أكدت السيدة شاهين على العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لمغاربة العالم، من خلال دعم الهوية الثقافية والدينية، وفق النموذج المغربي المعتدل، القائم على مؤسسة إمارة المؤمنين، باعتبارها صمام أمان للتماسك الروحي والثقافي للمغاربة في المهجر.
ـ الإحتفال لم يكن مجرد مناسبة رسمية، بل شكل لحظة وجدانية جامعة، جمعت بين الرسمي والمجتمعي، وبين المغربي والإسباني، في مشهد يعكس روح التعايش والتفاهم . وقد تخلل الحفل فقرات موسيقية وفنية مغربية ، أضفت على الأجواء طابعًا احتفاليًا يعكس غنى التراث المغربي وتنوعه ، واختتم بأغانٍ وطنية تعبّر عن الاعتزاز بالانتماء والولاء للوطن والعرش.
كما يأتي هذا الإحتفال في سياقٍ دبلوماسي يتسم بتقارب متزايد بين الرباط ومدريد ، حيث تشكل المناسبات الوطنية المغربية في الخارج فرصة لتعزيز الحوار الثقافي والسياسي ، وترسيخ جسور التعاون بين المؤسسات، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه ضفتي المتوسط.
ـ عيد العرش، في بعده الرمزي والسياسي، يظل مناسبة لتجديد العهد بين الملك والشعب، ولتأكيد وحدة الأمة المغربية، داخل الوطن وخارجه، في مسار التنمية والكرامة، فهو لحظة وطنية تتجاوز الحدود .