مجتمع

مهزلة بوجدور: هل أصبحنا نطالب بالأساسيات في زمن التقدم؟

متابعة  : كمال قابل

 

من المفارقات المؤلمة في مدينتنا، مدينة التحدي، أننا وصلنا اليوم إلى نقطة نطالب فيها بأبسط حقوقنا الأساسية: توفير طبيب (ة) توليد أو طبيب(ة) نساء في مستشفى المدينة. هذا المطلب، الذي يجب أن يكون من الأساسيات البنيوية لأي مرفق صحي في العالم، تحول في مدينتنا إلى حلم وطموح أقصى.

كان من المفترض أن تكون المستشفيات هي ملاذ الأمان، حيث تجد كل امرأة حامل الرعاية التي تحتاجها، وحيث تكون صحتها وصحة جنينها في أمان. لكن في مدينتنا، أصبحت رحلة الحمل والولادة رحلة محفوفة بالمخاطر، فكل امرأة مضطرة للبحث عن بديل في مدن أخرى، مما يضيف عليها أعباء مالية ونفسية لا تطاق.

إن وجود طبيب(ة) توليد ليس مجرد إضافة، بل هو حجر الزاوية في المنظومة الصحية. غيابه يعني أننا نعيش في حالة من التخلف الصحي، وأن حياة أمهاتنا وأطفالنا ليست ذات أولوية. كيف يمكن لمستشفى أن يسمى مستشفى وهو يفتقر إلى هذا التخصص الحيوي؟ كيف يمكن لمدينة أن تزدهر ونساءها يواجهن هذا العناء؟

بينما نرى مدنًا أخرى تزدهر وتتطور في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، نجد أنفسنا في مدينتنا “بوجدور” نتراجع إلى الوراء. لقد أصبحت مطالبنا محصورة في الأساسيات، وبدلًا من أن نطالب بتطوير المستشفى وتجهيزه بأحدث المعدات، أصبح سقف طموحنا هو مجرد وجود طبيب(ة). هذا الواقع المؤلم هو الذي يجعلنا نشعر بأننا نعيش في مهزلة حقيقية، مهزلة لا يمكن السكوت عنها.

بوجدور: مدينة التحدي تواجه تحديًا حقيقيًا

تاريخ مدينة بوجدور هو تاريخ من الصبر والتحدي. لكن التحدي اليوم ليس في قهر الصعاب، بل في مواجهة إهمال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. يجب أن نرفع أصواتنا جميعاً، وأن نعمل معًا للضغط على المسؤولين لتوفير هذه الخدمة الحيوية. صحة الأمهات والأطفال هي مسؤولية مجتمعية، ولا يمكن أن نستمر في تجاهلها.

إن هذا المطلب ليس رفاهية، بل هو حق أساسي من حقوق الإنسان. آن الأوان لكي تعود بوجدور إلى مسار التقدم، وأن يصبح توفير الطبيب نقطة بداية لمستقبل صحي أفضل لأجيالنا القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى