هروب “ناصر الجن”… هل تعيش الجزائر حالة “فوضى أمنية”؟

متابعة : كمال قابل
تتناقل وسائل الإعلام الدولية والجزائرية، على نطاق واسع، خبر هروب اللواء عبد القادر حداد، المعروف بلقب “ناصر الجن”، المدير السابق للمخابرات الداخلية الجزائرية. هذا الخبر، الذي لم يؤكد رسمياً من قبل السلطات الجزائرية، أثار موجة من التساؤلات حول مدى إحكام السيطرة الأمنية في البلاد، خاصة وأن الشخصية الهاربة كانت تحت الإقامة الجبرية.
وفقاً لما نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن العاصمة الجزائرية تشهد انتشاراً أمنياً مكثفاً وغير مسبوق، مع إقامة حواجز تفتيش وتكثيف للمراقبة، في محاولة للعثور على اللواء الهارب. ويشير التقرير إلى أن هذا الحادث يسلط الضوء على حالة التوتر والاضطراب السياسي والأمني المستمرة في الجزائر، والتي تعكس الصراعات الداخلية بين الأجنحة المختلفة للنظام.
يأتي هروب اللواء حداد بعد أشهر قليلة من إقالته من منصبه في مايو 2025 ووضعه قيد الإقامة الجبرية. وبحسب “لوموند”، فإن هذه القضية هي أحدث حلقة في سلسلة من الأحداث التي تطبع حالة عدم الاستقرار في النخبة السياسية والأمنية الجزائرية. فمنذ تولي الرئيس تبون السلطة في عام 2019، شهدت أجهزة الاستخبارات تغيرات متكررة في قياداتها، ما يشير إلى صراع نفوذ دائم.
ويرجح محللون أن هروب “ناصر الجن” قد يكون مرتبطاً بمعلومات حساسة يمتلكها، قد تكشف عن خفايا خطيرة داخل النظام. وبصفته “المنفذ الأسود” لأوامر قيادات الجيش والمخابرات، فإن ما يحمله من أسرار يثير قلقاً كبيراً لدى السلطات الجزائرية، خاصة مع تزايد التكهنات حول وجهته الحالية، والتي تشير بعض المصادر إلى أنها قد تكون إسبانيا، التي عاش فيها لفترة سابقة.
وعلى الرغم من غياب أي تعليق رسمي، إلا أن ما يحدث على الأرض، من انتشار أمني غير عادي، يعطي مؤشراً على أن خبر الهروب، بغض النظر عن تفاصيله، أحدث هزة قوية في أروقة السلطة الجزائرية، وكشف عن هشاشة الوضع الأمني والسياسي الذي كانت تحاول السلطة إخفاءه .