مجتمع

انتصار الدبلوماسية المغربية ودعوة للجزائر إلى التعقّل من أجل مستقبل مشترك 

 

بلال بربر العيون الساقية الحمراء

 

شهد المغرب بالأمس انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا في قضية الصحراء المغربية، أكّد للعالم أن الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه، وأن المملكة ماضية بثبات في الدفاع عن وحدتها الترابية بروح الحكمة والواقعية. هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة نهج متوازن يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي اختار طريق البناء بدل التهديد، والتعاون بدل العداء.اللافت في خطاب جلالته أمس أنه، رغم هذا الانتصار، لم يُظهر أي نزعة انتقامية أو شماتة، بل وجّه رسالة سامية إلى الجزائر الشقيقة، مؤكدًا أن يد المغرب ما زالت ممدودة للحوار والتفاهم، وأن مستقبل المنطقة لا يمكن أن يبنى على الحقد والقطيعة، بل على التعاون والاحترام المتبادل.هذا الموقف الملكي يعكس عمق الرؤية المغربية التي تؤمن بأن أمن وازدهار المغرب لا يكتمل إلا بأمن وازدهار الجوار.من هنا، تتوجّه الرسالة الواضحة إلى القيادة الجزائرية: آن الأوان للتعقّل، وللعودة إلى طاولة الحوار من أجل المصلحة المشتركة لشعوبنا. العالم يتغيّر، والتحالفات تتبدّل، ومن يراهن على التوتر والعزلة يخسر التنمية والاحترام الدولي. لقد تخلّت القوى الكبرى عن دعم الصراعات العقيمة، وأدركت أن المغرب شريك موثوق في تنمية إفريقيا، وصوتٌ للعقل والاستقرار في القارة.إن الشعبين المغربي والجزائري تجمعهما روابط الدم والدين والتاريخ، ولا يمكن لسياسات ظرفية أن تمحو هذه الحقيقة.

فلنترك الماضي وراءنا، ولننظر إلى المستقبل بعين التعاون بدل التنافر. إفريقيا تنتظرنا، والمغرب العربي في حاجة إلينا موحدين، لا منقسمين.

ختامًا، يبقى خطاب جلالة الملك محمد السادس درسًا في فنّ القيادة الرصينة: انتصار دون غرور، وحكمة دون ضعف.وهي رسالة إلى كل من يهمه مستقبل المنطقة: لا سلام بلا حوار، ولا تنمية بلا وحدة، ولا مستقبل إلا بتجاوز الخلافات المصطنعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى