مجتمع

الفوسفاط وعمال الوساطة خريبكة

 

متابعة : سعيد العيدي

 

هل يترقّى هؤلاء يومًا ليصبحوا عمّالًا منجميّين حقيقيّين؟ أم هم منجميّون عند الطلب فقط؟

إنّه مخاض إجتماعي خالص، ذلك الذي يعيشه مئات عمّال الوساطة والمناولة في الأوراش المفتوحة التابعة لقطاع الفوسفاط عبر امتداد التراب الوطني. من القرى المحيطة بالمناطق المنجمية، إلى الحقول المنتجة، وصولًا إلى الموانئ والسواحل حيث تُشحَن الثروة نحو العالم، يقف هؤلاء في الصفوف الخلفية للعمل دون اعتراف صريح بصفة “عامل منجمي”.

عمّال في حالة وقف تنفيذ… يشتغلون لكن حقوقهم معلّقة.

يتنفسون غبار المناجم ولا يحملون صفتها.

يُسيِّرون الورش ولا يُذكرون في لوائح الاستفادة.

مشاكل بالجملة مع الشركات المتعاقدة في صفقات التسيير والمقاولة الفرعية؛ هشاشة في العمل، مستقبل مجهول، غياب تغطية وضمانات اجتماعية كافية، ومطالب دائمة بالترسيم دون آذان تُصغي.

فهل يُعقل أن يظلّوا عمالًا بلا هوية مهنية واضحة؟

أليس من حقّهم العيش الكريم كما باقي المستخدمين الرسميين؟

ألا يستحقون استقرارًا يعادل تعبهم اليومي وعرقهم المنسكب داخل الورش؟

ربما السؤال اليوم لم يعد هل لديهم الحق؟ فهو محسوم إنسانيًا وقانونيًا…

بل السؤال الأعمق: متى تنصت السياسات العمومية والمقاولات الكبرى لصوتهم؟ ومتى تتحوّل الوساطة إلى إدماج، والمناولة إلى إعتراف كامل بالصفة والحق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى