مجتمع

الدار البيضاء: ندوة حقوقية تنتقد تعثر العدالة الانتقالية وتطالب بإنصاف المعتقلين الإسلاميين السابقين

 

متابعة : نجيم عبد الإله

احتضنت قاعة دار المحامي بالدار البيضاء، بعد عصر يوم الجمعة 13 دجنبر 2025، ندوة حقوقية حول موضوع العدالة الانتقالية بالمغرب، تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وسط حضور وازن لحقوقيين ونقابيين ومعتقلين سابقين.

 

الندوة ناقشت وضعية المعتقلين الإسلاميين السابقين، وتحليل محاكماتهم من زاوية قانونية، وما رافقها من خروقات لحقوق الإنسان، إلى جانب أسباب غياب الإنصاف، والمسارات القانونية الممكنة لجبر الضرر.

 

وأطر اللقاء الأمين العام لنقابة اللجان العمالية المغربية، الحسين بالمومن، فيما تولى تسيير المداخلات حسن بنقبلي، عضو الأمانة العامة للنقابة، بينما كان المقرر هو نجيم عبد الاله السباعي، رئيس منظمة الكرامة للسلام وحقوق الإنسان، والمسؤول الإعلامي للنقابة.

 

وأكد بالمومن، في كلمته، أن مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان كان يفترض أن تكون لحظة للاحتفاء بالمكتسبات، غير أن واقع الملفات الحقوقية العالقة منذ سنة 1965 يفرض وقفة نقدية صريحة، مشيرا إلى استمرار الظلم وغياب إرادة سياسية حقيقية للإنصاف.

 

من جهته، اعتبر مصطفى، المنسق العام لتنسيقية قدماء المعتقلين الإسلاميين بالمغرب، أن هذا الملف ما زال مفتوحا وينتظر إغلاقا حقيقيا عبر الاستماع للضحايا وجبر الضرر.

 

وشهدت الندوة تقديم شهادات مؤثرة لمعتقلين سابقين، من بينهم عبد الحق مهم وعمر معروف، حيث تحدثوا عن معاناتهم مع التعذيب والإكراه أثناء التحقيق، والضغط على أسرهم، إضافة إلى الآثار الصحية والنفسية التي لازالت تلاحقهم.

 

وفي مداخلته، تطرق محمد حقيقي، رئيس الرابطة المغربية للحقوق والحريات، إلى التزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان، مسجلا أن العدالة الانتقالية لم تشمل بشكل كاف وضعية المعتقلين السابقين، داعيا إلى آليات وطنية للتعويض والتغطية الصحية والإدماج.

 

كما قدم العلمي الحروني، المنسق العام لتنسيقية الكرامة من أجل العدالة الانتقالية، عرضا ربط فيه ملف المعتقلين الإسلاميين بملفات حقوقية أخرى، من بينها أحداث 1973، والريف، وجرادة، مؤكدا ضرورة عدم التكرار وبناء عدالة تصالحية حقيقية.

 

بدوره، اعتبر منير الطاهري، مستشار الحزب الاشتراكي الموحد، أن التجربة المغربية تعرف ما وصفه بـ”العدالة النكوصية”، بسبب عدم تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وعودة منطق العقوبة الجماعية، محذرا من تراجع روح المصالحة الوطنية.

 

واختتمت الندوة بمداخلة النقابي والإعلامي والمعتقل السابق سعيد رحيم، الذي نبه إلى استمرار الاعتقال السياسي وتضييق حرية التعبير، واستدعاء المواطنين بسبب تدوينات سياسية.

 

وفي ختام اللقاء، تم عرض توصيات وبيان ختامي، مع توجيه كلمات شكر للمشاركين، حيث دعا الأمين العام لنقابة اللجان العمالية إلى إعطاء هذه الندوة حقها الإعلامي، بالنظر إلى أهمية القضايا التي أثارتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى