لحسن عازف: أزمة أولمبيك خريبكة تعكس نقص الخبرة والموارد، ونراهن على أبناء النادي لاستعادة أمجاد الفريق
محمد حليلو – خريبكة
في لقاء صحفي أجراه لحسن عازف، نائب رئيس نادي أولمبيك خريبكة، مع قناة إلكترونية، طرح رؤية صريحة ودقيقة حول الوضع الصعب الذي يمر به الفريق، واصفًا نتائج الفريق الأخيرة بأنها “كارثية”، خاصة في ظل الإمكانيات المالية والبشرية المتاحة للنادي. وبيّن أن الفريق يعاني من أزمة ليست فقط في النتائج، بل تمتد إلى البنية التنظيمية والثقة الجماهيرية، مشيرًا إلى أن الفريق حصد نقطة وحيدة من أصل خمس مباريات، مما وضعه في ذيل الترتيب، وهي حصيلة قال عنها عازف إنها لا تليق بتاريخ وأمجاد النادي.
ناقش عازف سلسلة الخسائر المحبطة التي شهدها الفريق هذا الموسم، معبرًا عن أسفه لما وصفه بغياب التركيز خلال الدقائق الأخيرة. وأوضح كيف أن الفريق كان يتقدم في عدة مواجهات قبل أن ينقلب الوضع في اللحظات الأخيرة، كما حدث أمام سريع وادي زم واتحاد يعقوب المنصور والكوكب المراكشي، حيث كان خريبكة متقدمًا في النتيجة لكنه انهار في الوقت القاتل. وعزا هذه الإخفاقات إلى نقص الخبرة لدى اللاعبين الشباب، الذين ينقصهم التعامل مع ضغط الدقائق الأخيرة في المباريات الحاسمة، مشيرًا إلى أن الفريق بحاجة إلى قيادة متماسكة تساعد اللاعبين على السيطرة على مجريات اللقاء حتى صافرة النهاية.
وفيما يخص السياسة المالية للنادي، أوضح عازف أن مكتب النادي قرر عدم تسديد الديون المتراكمة للنزاعات أمام “ليتيج”، التي تصل إلى مليار سنتيم، معتبرًا أن هذا القرار ليس رفضًا للسداد بقدر ما هو خطوة لتوفير الموارد المالية الشحيحة وتوجيهها لتطوير اللاعبين الشبان من خريجي مدرسة النادي. وأكد عازف أن المكتب يرى في هؤلاء اللاعبين الشباب مشروعًا طويل الأمد يمكن أن يحقق للنادي استقرارًا ماليًا ورياضياً، بعيدًا عن مغامرات التعاقدات المكلفة التي قد تفتح الباب لمزيد من النزاعات المالية وتستنزف ميزانية النادي في المستقبل.
أثار عازف نقطة حساسة تتعلق بالدعم المالي الذي يتلقاه الفريق من مجلس جهة بني ملال خنيفرة، مشيرًا إلى أن الدعم المخصص لأولمبيك خريبكة يبلغ 150 مليون سنتيم، بينما تستفيد فرق أخرى من نفس الجهة في القسم الثاني من دعم يقدر بـ300 مليون سنتيم. ووصف هذه السياسة بأنها غير عادلة، مبدياً استغرابه من المعايير المعتمدة لتحديد قيمة الدعم المقدم لكل فريق. واعتبر أن فريقًا بحجم وتاريخ خريبكة يستحق معاملة تليق بمكانته وبجماهيره، التي لطالما شكلت دعامة أساسية للنادي، خاصة في الفترات الصعبة.
سلّط عازف الضوء على التحديات النفسية التي يواجهها اللاعبون الشباب، الذين انتقلوا من اللعب في فئة الأمل، بعيدًا عن الضغط الجماهيري، إلى مباريات رسمية أمام آلاف المشجعين. وأوضح أن هؤلاء اللاعبين اعتادوا على خوض مبارياتهم أمام عدد قليل من المتابعين، ومعظمهم من الآباء والأصدقاء، ولكنهم اليوم يجدون أنفسهم في مواجهات تحت ضغط جماهيري كبير. وأكد أن هذا الانتقال المفاجئ جعلهم عرضة للارتباك في اللحظات الحاسمة، مما أثر سلبًا على أدائهم وثقتهم بأنفسهم.
تطرق عازف إلى تداعيات استقالة رئيس الشركة منذر السهامي، معتبرًا أنها خلقت فراغًا إداريًا كبيرًا أثر على استقرار النادي، مما اضطر أعضاء الجمعية إلى تحمل المسؤولية في انتظار انتخاب رئيس جديد للشركة المشرفة على الفريق. وأوضح أن غياب الاستقرار الإداري يضيف تحديات إضافية في وقت حرج، لكن أعضاء المكتب الحالي عازمون على الحفاظ على استمرارية النادي ودعمه بما هو متاح.
اختتم عازف حديثه برسالة إلى جماهير النادي، حاثاً إياها على التحلي بالصبر، موضحاً أن المرحلة الحالية تتطلب بعض الوقت لبناء فريق قوي قائم على أبناء النادي، وراهن على قدرة اللاعبين الشبان على تطوير إمكانياتهم واكتساب الخبرة اللازمة ليكونوا نواة لفريق تنافسي في المستقبل. وأضاف أن المشروع القائم يعتمد على الاستثمار في تكوين لاعبين محليين قادرين على الدفاع عن ألوان النادي لسنوات مقبلة، مؤكدًا أن هذا الرهان قد يثمر عن نتائج إيجابية في المواسم القادمة، إذا حظي بدعم الجماهير وإيمانها بهذا المسار التنموي.