رسالة مفتوحة إلى السيد عزيز أخنوش
السيد رئيس الحكومة،لقد طفت على السطح مؤخراً اتهامات تتعلق بصفقة تحلية المياه بالدار البيضاء، وسط لغط كبير وتداول لمعطيات غامضة وغير واضحة. هذه الاتهامات، التي يُزعم فيها وجود تضارب مصالح، تستدعي من حكومتكم وقفة جادة لتوضيح الحقيقة أمام الشعب المغربي، تفادياً لترك المجال للشائعات والمزايدات التي لا تخدم إلا زرع الفتنة وتغذية انعدام الثقة في المؤسسات.
السيد رئيس الحكومة،
نحن بحاجة كصحفيين إلى توضيح هذه الأمور للرأي العام، إذ إن غياب الشفافية والصمت الحكومي يفتح الباب أمام ذوي النوايا السيئة وسفراء الفتنة لاستغلال الوضع لصالحهم. في زمن الأزمات والتحديات، يصبح الصمت وقوداً يشعل الشائعات ويقوي الأطراف التي تعمل على تقويض الثقة بين الشعب وحكومته.
الشعب المغربي لديه الحق في معرفة التفاصيل الدقيقة حول كل ما يثار من اتهامات، ليس فقط بشأن صفقة تحلية المياه، بل حول كافة القضايا التي تؤثر على حياته اليومية. الشفافية ليست ترفاً في العمل الحكومي، بل هي ركن أساسي في بناء علاقة متينة بين الدولة والمواطنين.
السيد رئيس الحكومة،
حكومة أخنوش تعاني من أزمات تواصل متكررة، تعيد نفسها مع كل جدل أو قضية. بدءاً من النقاش حول الأسعار، مروراً بموضوع الاستثمار، وصولاً إلى الصفقة الحالية، ظل التواصل الحكومي غائباً أو ضعيفاً، تاركاً الفراغ لتأويلات لا تنتهي.
خبراء التواصل لديكم، الذين يُفترض أنهم يديرون هذا الجانب الحيوي، مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاستفاقة، ومد الصحافة والرأي العام بالمعلومات الدقيقة والمستندة إلى الحقائق.
إن قضية صفقة تحلية المياه مثال صارخ على أزمة تواصلية أرهقت الثقة. لماذا لم يخرج وزير التجهيز والماء، باعتباره صاحب الوصاية، لتقديم توضيحات حول الصفقة؟ لماذا لم نرَ ردوداً مسؤولة ومقنعة حول تاريخ نشر المراسيم المتعلقة بهذه المشاريع؟ ولماذا تظل أسئلة الرأي العام معلقة بلا أجوبة؟
السيد رئيس الحكومة،
أنتم على رأس حكومة دولة لها تاريخ يمتد لـ12 قرناً، دولة لا تهتز بالاتهامات ولا تدار بالتلميحات. لكن هذه القوة تتطلب تعاملاً واعياً مع التحديات التي تواجهها. الشعب المغربي يستحق إجابات واضحة، وردوداً واثقة، ومصارحة تجعله أقرب إلى حكومته، بعيداً عن صراعات السياسة أو ثغرات التواصل.
ننتظر منكم، ومن خبراء التواصل لديكم، العمل بجدية على سد هذه الفجوات، ليس فقط للرد على الاتهامات، بل لزرع الثقة في نفوس المواطنين، لأنها أساس الاستقرار والتقدم.
الصحافية نجيبة جلال