مجتمع

الصحراء المغربية.. قضية وطن لا تُختزل في الاعترافات الدولية

 

بقلم : رابح رشيد

 

في خضم التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، تبرز القضية الوطنية الأولى للمغاربة، وهي قضية الصحراء المغربية، كملف يتجاوز حدود السياسة والدبلوماسية، ليجسد روحًا وطنية راسخة ضحّى من أجلها الأجداد بدمائهم، وحمل لواءها الأبناء بإيمان راسخ لا يتزعزع.

ورغم أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بسيادة المغرب على صحرائه شكل لحظة مفصلية في مسار النزاع المفتعل، إلا أن مغربية الصحراء لم تُولد بقرار من واشنطن، ولا بمرسوم رئاسي. فقبل ذلك بكثير، كانت الصحراء جزءًا لا يتجزأ من الجغرافيا المغربية، ومن الوجدان الشعبي، ومن روابط البيعة التاريخية التي جمعت القبائل الصحراوية بملوك الدولة المغربية المتعاقبين.

إن مغربية الصحراء ليست قضية ورق أو خرائط ترسم في المكاتب المغلقة، بل هي واقع ميداني وتاريخي وثقافي، جسدته التنمية المستمرة في الأقاليم الجنوبية، والمشاركة الواسعة لأبنائها في مؤسسات الدولة، واستعدادهم الدائم للدفاع عن وحدة الوطن.

وفي المقابل، يُدرك المغاربة، قيادة وشعبًا، أن الكفاح من أجل حقوقهم لا يُلغى بمجرد اعتراف دولة، ولا يتوقف عند حدود الدبلوماسية، بل يتجدد كل يوم من خلال العمل، والبناء، وتعزيز نموذج تنموي شامل يجعل من الصحراء المغربية قطبًا استراتيجيًا في العمق الإفريقي.

ورغم الانتقادات التي قد تطال أداء بعض المسؤولين أو المنتخبين، إلا أن ذلك لا يمس بجوهر الانتماء، بل يعكس غيرة صادقة على الوطن، وسعيًا نحو الأفضل، وهو ما يميز المواطن المغربي الذي يحب وطنه دون شروط، ويدافع عنه بلا مقابل.

إن المغرب، الواثق من عدالة قضيته، لا يخشى الشراكات، ولا الانفتاح، بل يرحب بكل من يمد يده بصدق. وتبقى الصحراء عنوانًا للوحدة، لا للخلاف، وللتكامل لا للتفرقة.

عاش المغرب، بأرضه، وملكه، وأبنائه الأحرار، من الشمال إلى الصحراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى