بذرة أمل تثمر مقراً جديداً بخطوة نحو احترافية أعمق وخدمة أرقى

حنان قوتي
في مساءٍ مشبعٍ بالرمزية والإلتزام، افتتحت جمعية “بذرة أمل للتنمية البشرية” مقرها الجديد يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، في لحظةٍ لم تكن مجرد انتقال مكاني، بل إعلانٌ صريح عن نضجٍ مؤسساتي ورؤيةٍ أكثر احترافية في خدمة الإنسان. جاء هذا الحدث تتويجاً لمسارٍ من العمل الميداني والتأطير الإجتماعي، حيث اختارت الجمعية أن تضع راحة المستفيدين في صلب أولوياتها، عبر فضاءٍ ملائمٍ يليق بكرامة من يقصدونها طلباً للدعم أو التمكين. ويأتي هذا المقر الجديد ليعزز التوجه التخصصي للجمعية في الإشتغال مع الأطفال في وضعية توحد، بمختلف أطيافهم: التوحد الكلاسيكي، التوحد النمائي الشامل، متلازمة أسبرجر، ومتلازمة داون، وغيرها من الاضطرابات النمائية العصبية، وذلك عبر برامج تربوية وتأهيلية تراعي خصوصيات كل حالة، وتُصمم بمقاربة إنسانية، علمية، وشمولية.
ـ المقر الجديد ليس مجرد جدران، بل ترجمةٌ ملموسة لفلسفة الجمعية في جعل الخدمة الاجتماعية تجربةً إنسانية متكاملة. تصميمه الداخلي يراعي الخصوصية، والهدوء، والانسيابية، ليكون كل ركن فيه شاهداً على احترام الذات الإنسانية، وكل زاوية فيه نُقطة انطلاق نحو التغيير.
ـ في كلمتها الافتتاحية، عبّرت رئيسة الجمعية عن اعتزازها بهذا التحول، مؤكدةً أن “الإحترافية لا تعني الجفاء، بل تعني أن نُحسن الإصغاء، أن نُتقن العطاء، وأن نُهيئ الظروف التي تجعل من كل زيارة للجمعية بدايةً جديدة لمسارٍ أفضل.”
حضر الافتتاح عدد من الفاعلين المدنيين،الجمعويين، وممثلي المؤسسات المحلية، إلى جانب المستفيدين الذين عبّروا عن امتنانهم لهذا التطور، معتبرين أن “بذرة أمل” لم تعد فقط جمعية، بل بيتاً يُشبههم، ويُحسن استقبالهم.
ـ افتتاح هذا المقر يُعدّ خطوةً استراتيجية نحو تعزيز أثر الجمعية، وتوسيع نطاق خدماتها، خاصة في مجالات التكوين، الدعم النفسي، والمواكبة الإجتماعية. وهو أيضاً دعوةٌ مفتوحة لكل من يؤمن بأن التنمية تبدأ من الإنسان، وتُزهر حين يُروى بالأمل.