مؤسسة«كنموت عالحي»مع الدكتور«نجيب تقي»حول ذاكرة الحي المحمدي
اللقاء التفاعلي الرابع تحت عنوان : الإتحاد البيضاوي"الطاس"من "تيران کروم" الى"سطاد دنور" 1946/1957

حـــنــان قـــوتـي
ذاكرة الحي المحمدي تستحضر مجدها الرياضي :
الاتحاد البيضاوي “الطاس” إرث رياضي ، ثقافي وسياسي لاينسى
ـ في إطار سلسلة اللقاءات الثقافية التي تهدف إلى تسليط الضوء على إرث الحي المحمدي العريق، تحت شعار “حتى لا ننسى”، نظّمت مؤسسة “كنموت عالحي” في لقائها الرابع مع الدكتور «نجيب تقي»يوم السبت 12 أبريل 2025 لقاءً خاصًا بعنوان “الإتحاد البيضاوي الطاس : من “تيران كروم “إلى “سطاد دونور” (1947 – 1956)”، وذلك بمقر جمعية المبادرة الحضرية في قلب الحي المحمدي.
ويعتبر الدكتور”نجيب تقي” أستاذ باحث في ” التاريخ و الذاكرة “، الشخصية التي لطالما ارتبط اسمها بتوثيق ذاكرة الحي ورصد امجاده وتاريخه .
خلال العرض الملهم استعرض الدكتور حقبة هامة في تاريخ الحي المحمدي وهو نادي الإتحاد البيضاوي ، الذي يعتبر رمزا رياضيا وسياسيا للمجتمع ، لقد كانت تلك الحقبة مليئة بالتحديات والإنجازات السياسية التي أنجزتها الفعاليات الوطنية من نساء ورجال الحي في المقاومة والنضال ، حيث شهد النادي نقلة نوعية من الملاعب البسيطة “تيران کروم” الى”سطاد دنور” مبرزا أهمية دور الرياضة في تشكيل هوية الحي وتعزيز روح الانتماء .
اللقاء شهد حضور شخصيات بارزة تنوعت أعمارهم وخلفياتهم وتفاعلاتهم الكبيرة التي لم يُخفوها في نقاشاتهم ، وبشغفهم تجاه تاريخ النادي، حيث عبروا عن امتنانهم لمؤسسة “كنموت عالحي” عن نوع اللقاءات التي تعيد إحياء ذكرياتهم ، وتُحفز الأجيال الجديدة على الاهتمام بتاريخهم المحلي ، والتوثيق لتعزيز الروابط بين الماضي و الحاضر والمستقبل ان شاءالله .
كما شكل اللقاء فرصة للتفاعل وتبادل الأفكار بين الحاضرين، الذين اتفقوا جميعًا على أهمية المحافظة على الإرث الرياضي والثقافي للحي المحمدي ، مؤكدين أحد أبرز المحاور التي تناولها الدكتور والباحث التاريخي “نجيب تقي”، على وجه التحديد ضرورة الحفاظ على منزل “العيدي”، لأنه يعتبر شاهدا على بدايات النادي ، وتأكيده أن المنزل ليس مجرد مبنى ، بل هو رمز يجسد الروح الرياضية والتعاون الذي ميز مجتمع الحي في تلك الحقبة . كما أشار إلى أهمية تحويل المنزل الى متحف رياضي وثقافي ، يحتضن ذكريات الحي وانجازات النادي ، والحفاظ عليه ليتيح للأجيال القادمة ، التعرف على تاريخهم المحلي بطريقة ملهمة .
هكذا مؤسسة “كنموت عالحي”تواصل رسالتها التوثيقية والاستمرار في تنظيم المزيد من اللقاءات الثقافية الرياضية والفنية لتسليط الضوء على تاريخ الحي وأمجاده ،لأن ذاكرة الحي ليس مجرد سرد للتاريخ ، بل هي مصدر إلهام وتجديد يدفع المجتمع إلى الأمام ، و ما بين الماضي المجيد والتطلعات المستقبلية ،يبقى الإتحاد البيضاوي “الطاس” شاهدا حيا على قوة المجتمع وإصراره على المضي قدمًا رغم كل التحديات . ساردة حكايات المكان والإنسان بإحياء تاريخ لم يكتب بعد بكل تفاصيله ، الذي يسكن وجدان أبنائه ، ويُنتظر أن يُروى للأجيال القادمة بكل أمانة واعتزاز .