أخبار وطنية

بين صمت المجتمع وصرخة الفرد: الانتحار في زمن الهشاشة النفسية


 

في قلب العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ، وتحديدًا بحي دار لمان عمالة عين السبع الحي المحمدي، لا يزال شبح الإنتحار يخيم على أرواح شباب في مقتبل العمر. في أقل من أسبوع، صُدم الرأي العام المحلي بثلاث حالات انتحار متتالية، كان آخرها في درب السلطان. مشاهد مأساوية تُروى بصمت، تخترق القلوب وتدق ناقوس الخطر.

لم يعد الانتحار في المغرب مجرد حادثة عابرة، بل ظاهرة اجتماعية تستدعي وقفة جادة. فالأسباب تتنوع بين الاضطرابات النفسية، الضغوط الاجتماعية، الأزمات الاقتصادية، وغياب التوعية بالصحة النفسية. والأخطر من ذلك: الصمت، ذلك الجدار الصلب الذي يعزل المتألمين عن العالم، ويمنع أصواتهم من الوصول إلى من يمكنه إنقاذهم.فالفئات الأكثر عرضة تشمل المراهقين، المدمنين، والنساء بعد الولادة، ممن يواجهون صراعات داخلية قد لا تُرى، لكنها تقتل.

وفي المقابل، تظهر مبادرات إنسانية من جمعيات مثل جمعية “خطوة” في الحي المحمدي الدار البيضاء، التي تسعى إلى تقديم دعم نفسي مجاني، وتكسر حاجز الخوف والوصمة.

إن الواقع يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات الرسمية، خاصة وزارات الصحة، التربية الوطنية، والداخلية، عبر: ـ إنشاء مراكز صحة نفسية في الأحياء الشعبية.    ـ إدماج الدعم النفسي في المدارس ومراكز الشباب. ـإطلاق حملات توعية وطنية لكسر الوصمة.             لم يعد الحديث عن الصحة النفسية ترفًا، بل أضحى ضرورة وطنية ملحّة. فالأمل يبدأ بكلمة، والإنصات قد ينقذ حياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى