مجتمع

تحفة معمارية وفخر وطني: لماذا نحتاج ملاعب مثل ملعب الأمير مولاي عبد الله؟

متابعة  : كمال قابل

 

في ظل الجدل الدائر حول تكلفة المشاريع الكبرى في المغرب، يظهر ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط كرمز للتقدم والإنجاز. هذا الصرح المعماري، الذي شيّد بسواعد مغربية، ليس مجرد ملعب لكرة القدم، بل هو تجسيد لطموح أمة وتأكيد لمكانتها على الساحة العالمية.

بينما يرى البعض أن هذه الأموال كان يجب أن توجه لبناء المستشفيات وتحسين البنية التحتية، وهو مطلب مشروع، إلا أن هذا لا ينبغي أن يكون سبباً للتقليل من أهمية هذه الإنجازات أو مهاجمتها. إن موقع المغرب الاستراتيجي كبوابة لأفريقيا ومنارة حضارية يفرض عليه أن تكون لديه منشآت عملاقة تواكب التطور العالمي وتعزز من مكانته وهيبته.

المملكة المغربية، بتاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من 14 قرناً وثقافتها الغنية، تستحق أن تمتلك بنى تحتية بمستوى عالمي. هذه الملاعب ليست مجرد هياكل خرسانية، بل هي استثمارات حقيقية في مستقبل البلاد، تفتح آفاقاً جديدة وتخلق فرص عمل، وتساهم في الترويج للمغرب كوجهة سياحية ورياضية عالمية.

ومع اقترابنا من استضافة كأس أفريقيا ومن ثم كأس العالم، يصبح وجود هذه الملاعب ضرورة ملحة. إنها واجهة المغرب أمام العالم، وفرصة لإظهار قدرته على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية بنجاح واحترافية. الاعتزاز بهذه الإنجازات هو شعور وطني يجب أن نتشارك فيه جميعاً، فبناء الملاعب لا يتعارض مع بناء المستشفيات أو تحسين التعليم، بل هو جزء من رؤية شاملة لتنمية المغرب في جميع القطاعات.

دعونا ننظر إلى هذه المشاريع بفخر وإيجابية، ونعتبرها إشارات واضحة على أن المغرب يسير بثبات نحو المستقبل، مسلحاً بإرثه العظيم وطموحه اللامحدود. إنها استثمارات في هيبة الوطن ومكانته، وهي شهادة على أننا قادرون على تحقيق المستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى