رصانة النقد في بوجدور: الفصل بين الأداء والنسب

متابعة : كمال قابل
تشتد حدة النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بمدينة بوجدور، وتتزايد الدعوات التي تحاول دفع المواطنين نحو نقد شخصي أو قبلي لمسؤولين عن الشأن العام. وفي خضم هذه الضجة، لابد من وقفة رصينة تضع الأمور في نصابها الصحيح: نحن هنا لتقييم العمل، وليس لتقزيم الأشخاص.
إن بعض الأصوات تدعوني وغيري إلى تحويل تقييم الأداء إلى سجال شخصي ضد رئيس المجلس البلدي عبد العزيز أبا ورئيس المجلس الإقليمي أحمد خيار. ولهؤلاء أقول بكل وضوح: أنا لست ساذجًا.
إن أحمد خيار وعبد العزيز أبا، قبل كل شيء، هما من أبناء قبيلتين كريمتين وعريقتين في وطننا الحبيب، وهما جزء لا يتجزأ من نسيج بوجدور والمغرب. احترامنا لهما ولأصولهما هو مبدأ راسخ لا يمكن المساس به. ومن يحاول ربط النقد الموضوعي بتجريح شخصي أو قبلي، إنما يسيء إلى قضية النقد البناء ذاتها.
النقد الحقيقي يوجه فقط نحو نطاق العمل الملموس والمنوط بهما. يحق لنا كمواطنين مساءلة رئيس المجلس البلدي ورئيس المجلس الإقليمي في بوجدور حول:
تقاعسهم عن إنجاز مشروع تنموي متفق عليه.
التأخر في معالجة ملفات الخدمات الأساسية للمدينة.
عدم تأدية عملهم ومهامهم الإدارية كما يجب أن يكون.
هذا هو الخط الفاصل: يمكنني أن أنتقد بشدة أداء المسؤول في منصبه، لكنني لا يمكنني ولا أريد أن أنتقده كشخص أو كـابن لتلك القبائل الكريمة ولهذا الوطن. فالمساءلة يجب أن تكون وظيفية وليست شخصية.
إن مسؤوليتنا جميعًا، كفاعلين ومواطنين في بوجدور، هي رفع مستوى الحوار، والإصرار على توجيه سهام النقد نحو التقصير في الإنجاز والخلل في التدبير، بعيدًا عن أي مزايدة أو تجريح. دعونا نركز على ما يخدم مدينتنا: التنمية، جودة الخدمات، والعدالة في القرارات.
المصلحة العامة لبوجدور هي الغاية، والأداء هو المعيار الوحيد للحكم. لنبقِ النقد بناءً ومحترمًا ومرتكزًا على العمل، لنكون بذلك قوة ضغط إيجابية تخدم مصلحة الوطن قبل كل شيء.