أخبار وطنيةمجتمع

كارثة “ساحة أساغ” في بوجدور: من متنفس حيوي إلى وصمة عار تهدد حياة أطفالنا!

متابعة  : كمال قابل

 

لم تعد ساحة حي أساغ، الواقعة تحديداً في حي العودة بمدينة بوجدور، مجرد مرفق مهمل يحتاج إلى ترميم، بل تحولت إلى جرح مفتوح في جسد الحي ومنطقة محظورة تشكل خطراً مباشراً على حياة وسلامة أطفالنا. ما نراه اليوم هو نتاج سنوات من التجاهل المطلق، وهو إهمال لا يمكن تبريره أو السكوت عنه من قبل المسؤولين المحليين في بوجدور.

مقبرة الطفولة في العودة: لم تعد صالحة لأي شيء

الصور تتحدث بوضوح قاسٍ: هذه ليست ساحة لعب، بل هي مستودع خردة مكشوف وسط منطقة سكنية حيوية في بوجدور. الأجهزة المعدنية المتمثلة في الزلاجات وهياكل التسلق لم تعد صالحة لأي وظيفة كانت، بل هي أكوام صدأ متآكلة وعظام معدنية متآكلة تفقد صلاحيتها وقيمتها الترفيهية والصحية بالكامل.

* الخطر الإجرامي: إن ترك معدات اللعب في هذه الحالة المزرية هو بمثابة فعل تجريمي ضد سلامة أطفال حي العودة. الحواف المعدنية الصدئة تشبه الشفرات، والمسامير المهترئة قد تسبب إصابات بليغة أو تسمم بالصدأ.

* هياكل الموت البطيء: الهياكل الداعمة تبدو مهزوزة ومؤدية للانهيار الوشيك. هذه الألعاب لم تعد تُغري الأطفال باللعب بل تُغري بالخطر والموت!

* تشويه متعمد للبيئة: الموقع الاستراتيجي للساحة وسط سكان حي العودة في بوجدور يجعلها انعكاساً مباشراً لمدى اهتمام المسؤولين بجودة الحياة في المدينة. ما نراه هو وصمة عار في قلب الحي تلوث المشهد وتؤكد أن الموقع أصبح مكباً للإهمال.

المسؤولية الضائعة: صرخة استغاثة عاجلة لأهل بوجدور

من غير المقبول مطلقاً أن تظل هذه الأوضاع قائمة في ساحة كان الهدف منها الترفيه، وهي الآن تهديد وجودي لسكان حي أساغ في العودة. لقد حان الوقت لتوجيه الاتهام مباشرة:

من هي الجهة المسؤولة في بوجدور التي غابت عن المشهد كل هذه السنوات؟

إن الإهمال ليس مجرد تقصير إداري، بل هو إهدار لحقوق السكان وتهديد مباشر لسلامة أبنائهم. لم تعد هناك أي فائدة من هذه الساحة في حالتها الراهنة، وهي لم تعد تحتمل أي محاولة “ترميم” خجولة.

المطالبة الحاسمة: إزالة فورية وإعادة بناء جذرية

يجب على الجهات المعنية في بلدية بوجدور أن تدرك أن الحل لا يكمن في “الصيانة السريعة”، بل يجب أن يكون تدخلاً جذرياً وفورياً:

* إعلان الساحة منطقة خطر: إغلاق الساحة فوراً وإزالة جميع الهياكل المعدنية التالفة والخطرة بالكامل دون أي تسويف.

* إعادة التأسيس من الصفر: العمل على خطة شاملة لإعادة بناء الساحة وتجهيزها بمعدات جديدة وآمنة تتوافق مع المعايير الحديثة، لتعود متنفساً حقيقياً لأطفال الحي.

إن حياة أطفالنا في حي العودة بمدينة بوجدور ليست سلعة يمكن المساومة عليها بالإهمال! يجب أن يعود حي أساغ إلى أهله، وأن تعود ساحته إلى وظيفتها الأصلية: مكاناً آمناً للبهجة واللعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى