بقلم : عبد الله رابح
اختُتمت، يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025، بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بمدينة القنيطرة، أشغال الندوة التي نُظّمت في إطار خطة العمل السنوية لمبادرة «5+5 دفاع»، تحت شعار
“تحديات التأثير وحرب المعلومة في الأزمات والنزاعات المعاصرة”
وقد شكل هذا اللقاء الإقليمي محطة بارزة جمعت نخبة من الضباط العسكريين والخبراء والباحثين الأكاديميين من داخل المملكة المغربية ومن مختلف دول الفضاء «5+5 دفاع»، لمناقشة إحدى أهم قضايا الأمن والدفاع في العصر الرقمي، حيث أصبحت المعلومة والتأثير والذكاء الاصطناعي أدوات استراتيجية لا تقل أهمية عن السلاح في ميدان الصراع.
وخلال جلسات الندوة، تم تناول عدة محاور نظرية وعملياتية تتعلق بمفاهيم التأثير الاستراتيجي، والحرب الإعلامية، ومكافحة المعلومات المضللة، إلى جانب استعراض التهديدات السيبرانية التي تواجه الدول في زمن التحول الرقمي والتطور التكنولوجي المتسارع.
كما شهدت الندوة عروضًا غنية بالنقاش والتحليل، مكنت المشاركين من تبادل الخبرات والتجارب في مجالات الأمن المعلوماتي والاتصال الاستراتيجي.
وأكد المتدخلون أن مواجهة التحديات الجديدة تقتضي بناء جدار إعلامي ومعلوماتي متين يحمي المجتمعات من مخاطر التضليل وحملات التأثير الموجهة، إلى جانب تطوير القدرات الوطنية في مجال الأمن السيبراني والدفاع الرقمي.
ويعكس تنظيم هذه الندوة في المملكة المغربية انخراطها الفعّال كفاعل أساسي داخل الفضاء المتوسطي، وسعيها إلى تعزيز الأمن الجماعي وترسيخ ثقافة الدفاع المشترك، انسجامًا مع الرؤية الملكية السامية الرامية إلى دعم التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الدفاع والأمن.
وفي ختام الندوة، شدد المشاركون على ضرورة توحيد الجهود وتكثيف التنسيق بين دول مبادرة «5+5 دفاع»، من أجل تطوير آليات مشتركة لتعزيز الأمن الإعلامي والسيبراني، ومواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها عالم المعلومة والتكنولوجيا.
