مجتمع

بوجدور تختتم معرض الصيد البحري الأول: “معلمة تاريخية” تُضيء على 50 عاماً من الإنجاز

متابعة  : كمال قابل

 

بنجاح باهر واختتام يليق بأهميته الاستراتيجية، أسدل الستار ليلة أمس على فعاليات النسخة الأولى لمعرض الصيد البحري بمدينة بوجدور، وذلك بحفل ختامي وُصف بأنه كان في غاية الروعة والتميز. هذا المعرض، الذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، لم يكن مجرد تظاهرة اقتصادية عابرة، بل شكل محطة فارقة في تاريخ المدينة وقطاعها الحيوي.

لقد أكدت ليلة الختام على الأثر الكبير الذي أحدثه المعرض، حيث نجح في ترسيخ مكانته كمعلمة بكل المقاييس. تجاوز دوره التقليدي ليصبح فصلاً مفتوحاً من تاريخ المنطقة، حيث استعرض رحلة قطاع الصيد البحري المليئة بالتحولات.

رحلة 50 عاماً: من التاريخ إلى الإنجاز

كانت القيمة المعرفية للمعرض هي السمة الأبرز التي يجب الإشادة بها. لقد قدم المعرض للمواطنين والزوار فرصة ثمينة للتعرف بعمق على قطاع الصيد البحري منذ بداياته الأولى قبل خمسين عاماً وحتى اللحظة الراهنة.

عبر أروقته المتنوعة ومواده التثقيفية، تم توثيق الإنجازات الهائلة التي تحققت بفضل الاستراتيجيات الوطنية الرشيدة في الأقاليم الجنوبية، بدءاً من تحديث البنيات التحتية للموانئ، ومروراً بتطوير أساطيل الصيد والتقنيات المستخدمة (من زوارق ومعدات)، وصولاً إلى تثمين المنتجات البحرية. لقد أبرز المعرض بشكل لا لبس فيه كيف تحولت الثروة السمكية إلى قاطرة حقيقية للتنمية والرخاء الاقتصادي والاجتماعي.

كما عكس المعرض بنجاح الاهتمام الشامل الذي يوليه القطاع للعنصر البشري وسلامته، من خلال إبراز دور اللجنة الوطنية للإنقاذ الأرواح البشرية، مما رسخ مفهوم الاستدامة والمسؤولية.

شكر وتقدير لكل أيادي النجاح

إن هذا النجاح التنظيمي والمعرفي الذي شهدته بوجدور لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود المخلصة. وفي ختام هذه التظاهرة الكبرى، لا يسعنا إلا أن نتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى كل من وقف على هذا المعرض وساهم في نجاحه:

* العاملون في القطاع الصيد البحري والمهنيون، الذين كانوا القلب النابض للحدث بمساهماتهم القيمة وعرض خبراتهم.

* مندوبية الصيد البحري بمدينة بوجدور، واللجنة المنظمة، على التخطيط الدقيق والجهد الاستثنائي الذي أثمر هذه النسخة الافتتاحية المتميزة.

* الجمعيات المهنية، التي لعبت دوراً محورياً في دعم الفعاليات وتجسيد الشراكة المجتمعية.

* السلطات المحلية والإقليمية، وعلى رأسها السيد الكاتب العام لعمالة الإقليم، على المتابعة والدعم اللامحدود الذي أضفى على المعرض طابعاً رسمياً رفيعاً.

* الوفد الرسمي وعلى رأسه كاتب الدولة في الصيد البحري، الذي أكدت زيارته المطولة للأروقة على الاهتمام العميق للدولة بهذا القطاع الحيوي في الأقاليم الجنوبية.

 

لقد ترك معرض بوجدور للصيد البحري في نسخته الأولى بصمة لا تُمحى، مؤكداً أن الاستثمار في التنمية والتعريف بالإنجازات هو أصدق تعبير عن الوفاء لروح المسيرة الخضراء المظفرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى