متابعة : رابح عبد الله
في سياق الاحتفالات الوطنية بالذكرى الخمسينية لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، تبرز مدينة بوجدور كمركز للإبداع والاحتفاء بالوحدة الترابية من خلال مبادرة رمزية فريدة وضخمة. فقد قامت المدينة بتزيين فضاءاتها بأكبر خريطة للمملكة المغربية، التي تتوسطها النجمة الخماسية الخضراء للعلم الوطني، في عمل فني معماري يجسد عمق الارتباط الوطني.
هذا الإنجاز ليس مجرد عمل تجميلي، بل هو رمز بصري عملاق يؤكد على الموقف الثابت للمغرب تجاه قضيته الوطنية، ويضع الوحدة الترابية في قلب الاحتفالات. إن إبراز الخريطة بكاملها، وتضمينها النجمة الخضراء التي ترمز إلى السلام والأمل، يشكل رسالة واضحة وقوية من الأقاليم الجنوبية عن تجديد البيعة والاعتزاز بالهوية المغربية.
ويأتي هذا المشروع الطموح بدعم مالي وإشراف من الجماعة الترابية لمسيد، مما يؤكد الدور الفعال للمؤسسات المنتخبة في تخليد الذاكرة الوطنية. وتكريماً للجهود المبذولة، يُشار إلى الدور القيادي الذي لعبه رئيس جماعة مسيد، السيد خيا علي، في دعم هذه المبادرة الهامة، مما يعكس التزام الجماعة الراسخ بالمساهمة في تعزيز المشهد الحضري والرمزي للمنطقة، بما يتناسب مع عظمة المناسبة.
في الذكرى الخمسينية، لا تكتفي بوجدور بالتذكر، بل تخلق أيقونة جديدة تؤكد أن روح المسيرة الخضراء، التي وحدت الأمة قبل خمسة عقود، ما زالت هي المحرك للتنمية والبناء والاعتزاز بـمغربية الصحراء من طنجة إلى الكويرة.
