تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة بمدرستي يوسف بن تاشفين والمسيرة الخضراء بالعيون

صالح داهي .العيون
احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، نظّمت كل من مدرسة يوسف بن تاشفين ومدرسة المسيرة الخضراء بمدينة العيون، يوم السبت 8 نونبر 2025، نشاطًا تربويًا وطنيًا مميزًا، استضافتا خلاله جمعية “بقيع تماشت للثقافة والأعمال الاجتماعية” المنتمية لجماعة أنزي بإقليم تيزنيت، مرفوقةً بنائب رئيس الجماعة، وعددٍ من المتطوعين الذين شاركوا فعليًا في المسيرة الخضراء سنة 1975.
وقد تميز هذا اللقاء بحضور وازن لفعاليات تربوية وثقافية، حيث جرى التعريف بملحمة المسيرة الخضراء وأبرز مراحلها التاريخية، واستحضار الأجواء التي طبعت تلك المسيرة السلمية الخالدة، والتي جمعت مئات الآلاف من المغاربة في مشهدٍ وحدوي مهيب، رفعوا خلاله العلم الوطني والمصحف الشريف سلاحًا للإيمان والعزيمة من أجل استكمال استقلال الوطن ووحدته الترابية.
أطر اللقاء الأستاذ محمد اليعقوبي، المدير الإقليمي السابق للتعليم بالعيون ورئيس الجمعية، إلى جانب كل من الحسين الهاشمي الكاتب العام، والحسين بوالشيخ نائب رئيس جماعة أنزي. وقد شدد المتدخلون على أن المسيرة الخضراء لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت ملحمة وطنية تربوية وروحية رسّخت قيم التضامن والانتماء للوطن.
وفي كلمة مؤثرة له بالمناسبة، عبّر الأستاذ مدير مدرسة يوسف بن تاشفين بالعيون عن اعتزازه الكبير باستضافة هذا الحدث قائلاً:
“تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء هو فرصة لترسيخ قيم المواطنة والتلاحم الوطني في نفوس تلامذتنا. المسيرة ليست فقط ذكرى تاريخية، بل هي رسالة متجددة للأجيال حول معنى حب الوطن، والوفاء لرموزه، والالتفاف حول وحدته الترابية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.”
وأضاف أن المدرسة المغربية، باعتبارها فضاءً للتربية والتنشئة، تقع على عاتقها مسؤولية نقل روح المسيرة الخضراء إلى الأجيال الجديدة من خلال الأنشطة التربوية الهادفة واللقاءات التحسيسية التي تربط الماضي بالحاضر.
ومن جهته، أكّد مدير مدرسة المسيرة الخضراء بالعيون في كلمته أن: “هذا اللقاء يجسد نموذجًا حيًّا للتربية على القيم الوطنية، ويمنح التلاميذ فرصة للتفاعل المباشر مع شهودٍ على التاريخ. فهؤلاء المتطوعون هم سفراء الذاكرة الوطنية، يحملون بين صدورهم قصص البطولة والإيمان بالمغرب ووحدته.”
كما ثمّن المدير جهود الأطر التربوية والجمعوية المشاركة، معتبرًا أن مثل هذه المبادرات تعزز الانتماء للوطن وتغرس الاعتزاز بالهوية المغربية في نفوس الناشئة، داعيًا إلى جعل الذكرى الخمسين منطلقًا لتجديد العهد على خدمة الوطن في مختلف الميادين.
واختُتمت الفعالية بفقرات فنية وتراثية أبدع في أدائها أعضاء جمعية “بقيع تماشت” من خلال رقصات وأهازيج تراثية أمازيغية وحسانية، أضفت على اللقاء أجواء من الفرح والتلاحم الوطني، لتتحول المناسبة إلى وصلة رحمٍ وطنيةٍ وإنسانيةٍ بين مختلف مكونات المجتمع المغربي.
بهذا الاحتفال البهيج، جسّد تلاميذ وأطر المؤسستين وفاءهم لرموز الوطن واعتزازهم بمسيرته الخضراء المظفرة، مؤكدين أن روح المسيرة لا تزال متقدة في قلوب المغاربة، وأنها تظل منارة تهدي الأجيال نحو مستقبل موحد ومشرق.





