مجتمع

تيزنيت : سكان بونعمان يدقّون ناقوس الخطر بعد حادث لفظي داخل القيادة… ومواطن يطالب بفتح تحقيق في سلوك موظف عمومي.

 

متابعة : عابد أموسى

 

شهدت قيادة بونعمان في الأيام الأخيرة حالة من الاستياء وسط عدد من المرتفقين، بعد حادث وُصف بـ”غير المقبول” بطلُه أحد الموظفين العاملين بالقيادة، وذلك عقب توجيهه عبارة “خرج عليا” لأحد المواطنين أثناء تواجده بالمؤسسة لقضاء غرض إداري روتيني.

الواقعة أثارت موجة من النقاش داخل سابقا ، خاصة أن الأمر يتعلق بمرفق عمومي يُفترض فيه احترام قواعد الاستقبال والتواصل.

 

وفي تفاصيل الواقعة وفق رواية المواطن المتظلّم، فإن الحادث وقع أثناء دخوله مكتب أحد الموظفين بالقيادة من أجل استفسار حول إجراء إداري، قبل أن يفاجأ بالموظف يواجهه بعبارة “خرج عليا” في سياق اعتبره مهيناً ومنافيًا لأخلاقيات المرفق العام.

المتضرّر أكد أنه لم يصدر عنه ما قد يُعتبر استفزازًا أو إخلالًا بالنظام، مشيراً إلى أن الأسلوب الذي خُوطب به لا ينتمي لسلوك الموظف العمومي ولا ينسجم مع توجيهات وزارة الداخلية التي تشدد على ضرورة حسن الاستقبال والتعامل الإنساني مع المواطنين.

 

وعلى إثر الواقعة ، افاد مصدر للجريدة أن المواطن المتضرر بصدد تقديم شكاية رسمية إلى كل من السيد قائد قيادة بونعمان والسيد عامل إقليم تيزنيت والسيد وزير الداخلية، مطالبا بفتح تحقيق إداري في الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة لترسيخ الانضباط داخل الإدارة الترابية.

وأكد في شكايته أن الهدف من اللجوء إلى الجهات العليا ليس شخصنة القضية، بل حماية حقوق المرتفقين وصون هيبة المؤسسة العمومية من كل سلوك قد يسيء إليها أو يزرع انعدام الثقة بين المواطن والإدارة.

 

ويعيد هذا الحادث النقاش حول جودة الخدمات الإدارية داخل بعض الجماعات القروية، حيث يشتكي عدد من المواطنين من سوء المعاملة والبيروقراطية وطول الانتظار، في وقت تعمل فيه وزارة الداخلية على تعزيز مبدأ “الإدارة القريبة من المواطن” وتوفير تكوينات متواصلة للموظفين في مجالات التواصل والتدبير.

 

ويرى متابعون أن الحادث، وإن كان فرديًا، يعكس ضرورة تشديد الرقابة على أسلوب تعامل بعض الموظفين، ودعم ثقافة احترام المواطن بوصفه محور العملية الإدارية وليس عبئًا عليها.

 

فيما عبر المواطن المتضرر في تصريحاته عن ثقته في تجاوب الجهات المختصة، مؤكداً أنه سيوافي الرأي العام المحلي بكل المستجدات في حال تم فتح التحقيق، وذلك لتعزيز مبدأ الشفافية والإخبار.

 

ويبقى السؤال المطروح .. هل سيشكل هذا التظلّم بداية لتصحيح الاختلالات السلوكية داخل بعض الإدارات الترابية، أم أن الواقعة ستظل حالة معزولة سرعان ما تُطوى دون معالجة جذرية؟

 

ما هو مؤكد، هو أن الحادث ليس بجديد وهو ما جعل الموضوع في نقاش واسع داخل جماعة بونعمان، وأعاد إلى الواجهة ضرورة الارتقاء بخدمات الإدارة وتحسين علاقتها بالمرتفقين، بما يعزز الثقة ويكرس صورة إيجابية عن المرفق العمومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى