قذارة التسول السياسي!!!
أحمد مازوز / كاتب صحفي
التسول السياسي ولد من رحم القذارة ورضع من تدي الوضاعة
وتربى بين احضان الفساد واُطعِم على موائد جبابرة الطغيان الذين لا قيم لهم ولا مبادئ تزكي الانتماء الحقيقي للوطن .
فلافرق بين متسول الشارع والمتسول السياسي ، وجهان
لعملة واحدة ، وثوبهم واحد ، غير أن : “المتسول السياسي “ولد قبل الآخر بسنين، فهو خبير بتاريخ وجغرافية النفاق والتملق ومتمرس في استبدال الأقنعة وفق أحوال الطقس السياسي وما يقتضيه من الانخراط في اللعبة الحزبية القدرة.
يظنه البعض من المخدوعين حاملا لهموم المجتمع والوطن والأمة ، والحقيقة أنه لايحمل سوى هم اطماعه وغرائزه الشخصية طولا وعرضا ، يبكي على منصبه ، ويضحك عند سيده الذي يجود له أحيانا ، ويمسك عنه أحايينا …وينحني كثيرا تحت طائلة نزواته.
ففي كل المنسابات السياسية يخرج منافقون متسولون يضربون طبول الساسة متمسكون بتلابيبهم ، ويغنون لهم بأصواتهم الخشنة التي ملَّـها الشعب وعافها المواطن و الوطن المكلوم الذي أضحى كعكعة بين تافهين : (لصوص الوطن – وناهبي الوطن ) .
لقد نذر المتسول السياسي القطيعة مع الكرامة والشهامة والأنفة ، وكأنه تسول في بطن أمه قبل أن يولد … و لو وضع في قفار لا أنيس فيها لأوشك أن يسأل الريح والشجر ويناجي النجوم يبتغي من فضل تزلفه ونفاقه السياسي.
تجري المذلة في جسمه كما يجري دمه متدفقا في شرايينه ، لاصوت له سوى صوت المال ، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض وان مُنع سخط وتبرم .
ويحسب التافهون أن الذي يلهث وراء المال كما يلهث الكلب ، أنه مناضل سياسي وماهو إلا رقيق لشهوة الطمع ومملوك للدرهم ، يحمل قدحه ويتجول بها بين الأحزاب السياسية عسى وعسى … او ربما تحصل له حضوة المكانة السياسية.
إن هذ ه الظاهرة ظاهرة غريبة ومشينة ، قتلت الهمم ، وجعلت أصحاب القلوب الصناعية ساجدين راكعين للأحزاب الحاكمة أو غير الحاكمة ، قصد سد فراغ الجيوب ، وكسب لقمة العيش .
ويبقى السؤال المطروح أين أصحاب الحجا؟ أين عظماء النفوس ؟اين المدافعين عن القيم وشرف المبادئ
ألا سحقا لعالم انقلبت فيه القيم ليصبح المرء متسولا ، ويمسي شريفا ، كما يحسب نفسه ، يبيع ضميره ووجه بعرض من الدنيا متنصلا من كل قيم الوطنية الصادقة ومنسلخا من شرف الكرامة الانسانية ،والمؤسف كثيرا ان المشهد السياسي الحزبي في بلادنا اصبح مزرعة تتغذى منه مثل هذه الكائنات المتحورة كما أحوال الجو فقط شعارها تسول سياسي مخزي باعلى درجات النفاق الاجتماعي،ولنا في احزابنا السياسية نمادج صارخة لم يسبق لها نظير في المشهد الحزبي المغربي حتى في سنوات الجمر والرصاص.