الإعلام الجهوي ليس حائطا قصيرا ولن ينبغي له أن يكون!!
“أحمد مازوز : مدير جريدة اصداء الجهات المغرببة
أجدني في كل موقف حرج ملزما للكتابة عن إعلامنا الجهوي كوني أحد الفاعلين فيه على مستوى جهة سوس ماسة، كألة بيداغوجية تواصلية لصياغة الرأي العام ، و سلطة رقابية بمثابة الناطق الرسمي باسم الساكنة و في خدمتها و مهمته الأساسية كشف الحقائق و البحث عنها وتنوير المتتبع لا كوسيلة لتأتيت الفضاء او أداة لتمرير موقف شخصي لا يلزم الا صاحبه.
يشكل الاهتمام بالصحافة الجهوية ظاهرة عامة لدى مختلف مؤسسات الدولة نتيجة قوة تأثير هذا النوع من الصحف الجهوية ودورها في تثبيت دعائم اللامركزية، والخدمات الإعلامية الكبيرة التي تقدمها للمواطن على المستوى الجهوي.
ويتبين من خلال سياقات تاريخية، أن هذه الصحف الجهوية استطاعت أن تخلق تقاليد معينة في الشكل والمضمون. كما أوجدت لنفسها قاعدة من القراء مستقرة إلى حد كبير نظرا لعدم وجود الموجات الإعلامية المنتشرة على مستوى ما يسمى بالصحافة المستقلة بأشكالها وتمظهراتها الالكترونية.
وبالعودة إلى مكانة الصحف الجهوية في المشهد الاعلامي المحلي والجهوي وما كانت تقوم به من ادوار طلائعية على مستوى تنشيط الساحة الإعلامية في ظروف تكاد تنعدم فيها شروط الدعم من طرف المؤسسات ،وبالرغم تبقى هذه المنابر الإعلامية المكتوبة الوسيلة التواصلية الوحيدة بين هذه المؤسسات المنتخبة وعموم المواطنين وخاصة عندما يستدعي الأمر اطلاع المواطن على برامج ومنجزات مؤسسة من المؤسسات منتخبة كانت او رسمية.
من المفارقات العجيبة المثيرة ان أشياء مؤلمة حلت بهذا القطاع الجهوي في ظل سياسة إعلامية جهوية فاشلة غير قادرة على ملامسة الواقع بنزاهة وحيادية بعيدا عن النظرة الدونية ،مما ولد حالة انزعاج في اوساط الجسم الاعلامي المكتوب الممثل في الجرائد الجهوية الورقية،ان لم نقل غياب تام لبيئة تواصلية بين هذه الجرائد الجهوية والمديرية الجهوية للإتصال، مما خلق أجواء غير مطمئنة عرف خلالها الإعلام الجهوي (الورقي) انكماشا حتى لا نقول موتا بسبب عدم تقدير القيمة الإعتبارية
التي يشكلها الإعلام الجهوي الورقي وهو كذلك ضرب مباشر لتاريخ المنابر الاعلامية التي عمرت لازيد من 15 سنة من المتاعب والنضال من اجل الاستمرار وتأدية الرسالة بشكل مستمر ونفس مواطناتي يستحضر الصالح العام للجهة.