تحديات قبائل الصحراء

تحليل موضوع اللقاء في بوجدور يظهر عمق التحديات التي تواجه القبائل في الصحراء على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فالقبيلة لم تعد مجرد تجمع اجتماعي، بل أصبحت كياناً له تأثير مباشر في المشهد الاقتصادي والسياسي. ما يظهر هنا هو إدراك حقيقي بأن الوزن الاقتصادي يسبق الوزن السياسي؛ فالقدرة على تحصيل التمويل وتحقيق المشاريع على أرض الواقع يمنح القبيلة قوةً وتأثيراً لا يمكن تجاهلهما.
الأنصار، كجزء من القبائل الصحراوية، يعيشون تحديات كبيرة بسبب الانقسامات والخلافات التي تعود أساساً إلى نوع معين من السياسة التي ربما لا تركز بالدرجة الكافية على وحدة الصف القبلي. ومع ذلك، يبدو أن لقاء بوجدور يسعى إلى وضع استراتيجية شاملة تركز على تطوير البنية الاقتصادية للشباب، وتوسيع فرص العمل، وإشراك الكفاءات الشابة في المناصب الإدارية والترابية لتعزيز دور القبيلة في المحافل المختلفة.
إن تطوير مشاريع تنموية وإنشاء 300 مقاولة لدعم الشباب المؤهل، وتحقيق التمثيل القوي في البرلمان والمجالس المحلية، يعبر عن وعي واضح بأهمية الاقتصاد في ترسيخ قوة القبيلة. كما أن إنشاء مجلس شورى يضمن حل النزاعات وتوحيد المواقف، يعكس رغبة في بناء مؤسسة متينة تتجاوز الخلافات وتعمل لصالح القبيلة ككل.
اللقاء إذن يمثل فرصة للقبيلة لتحديد مواقفها من قضايا أساسية كالحكم الذاتي والاندماج السياسي ضمن إطار اقتصادي قوي.
ف ع اقليم التحدي