حوادث وقضايامجتمع

*في قافلة إنسانية..أيادي الخير تمتد من الأراضي المنخفضة الهولندية لتعانق شموخ الأطلس بأزيلال* 

متابعة  :  حسن أكنيظيف

 

 

في تناغم يعكس تلاحم المغاربة في الداخل والخارج، ومن أراضي هولندا المنخفضة إلى قمم الأطلس الشامخة المرتفعة، حملت أيادي الخير رسالة دافئة إلى المدرسة العتيقة “تيزي نوبادو” بإقليم أزيلال، حيث يواصل طلبة العلم الشرعي رحلتهم المعرفية وسط تحديات المناخ القاسي.

فتنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى رعاية ساكنة المناطق الجبلية وتخفيف معاناتهم خلال موجات البرد القارس، حط “ضيوف الخدمة الإنسانية” رحالهم في هذه المنطقة الوعرة التضاريس، حاملين معهم دفء التضامن وعبق العطاء، وذلك في مشهد إنساني يعكس تلاحم المغاربة وإخوانهم في المهجر، حيث تضافرت جهود أربع مؤسسات رائدة – مؤسسة ألموكار، ومؤسسة مريم للأعمال الخيرية، والمركز الإسلامي بهولندا، وجمعية تامونت بأوطريخت – لتنظيم قافلة تضامنية استثنائية، تحمل في طياتها بشائر الخير لطلبة العلم الشرعي.

وفي لفتة إنسانية تستحضر قيم التكافل الاجتماعي الأصيلة، حملت القافلة إلى المدرسة العتيقة مؤناً غذائية تستبق شهر رمضان المبارك، وتجهيزات وأغطية تقي برد الشتاء، ومستلزمات النظافة الشخصية، في مبادرة تجسد أسمى معاني التضامن الاجتماعي.

وتميزت هذه المبادرة التضامنية بشموليتها، إذ جمعت بين المساعدات العينية والخدمات الطبية، ما يجعلها نموذجاً متكاملاً للعمل الإنساني المستدام الذي يستجيب لمختلف احتياجات الساكنة في المناطق النائية.

ولم تكن هذه القافلة حدثاً معزولاً، بل هي حلقة في سلسلة متواصلة من المبادرات الإنسانية التي قادتها هذه المؤسسات، والتي شملت أيضاً مناطق متضررة من الزلزال في الحوز وتارودانت، مؤكدة أن التضامن المغربي لا يعرف حدوداً جغرافية أو زمنية.

إلى ذلك، وفي خطوة تعكس البعد الاستراتيجي لعملها الإنساني، تعمل مؤسسة مريم على تجسيد توجه نحو توسيع نطاق مبادراتها ليشمل دولا إفريقية في إطار “جنوب-جنوب”، لتؤكد أن المغرب، بعطاء أبنائه في الداخل والخارج، يظل منارة للتضامن الإنساني القاري.

ويبرز من بين هؤلاء “ضيوف الخدمة الإنسانية” الحاج جواد، صاحب المؤسسة الفندقية”ألموكار” بأكادير، الذي جسد بعطائه المتميز صورة رجل الأعمال المغربي الملتزم بقضايا مجتمعه. فمن قلب أكادير الدافئة إلى أعالي الأطلس الباردة، امتدت أيادي الخير لترسم بسمة الأمل على وجوه المستفيدين والمستفيدات من فئات اجتماعية هشة.

وتبقى هذه المبادرة شاهداً حياً على أن مسافات الجغرافيا تتلاشى أمام نداء الإنسانية، وأن العطاء لا يعرف حدوداً ولا شروطاً مسبقة. قافلة إنسانية تكتب سطوراً مضيئة في سجل العمل الإجتماعي ، مؤكدة أن الخير كالماء، يجري في كل الاتجاهات، ويروي كل القلوب العطشى للأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى