بين المواقف المبدئية والمصالح الشخصية … قضية الصحراء المغربية

متابعة : كامل قابل
قضية الصحراء المغربية ليست مجرد ملف سياسي، بل هي قضية وطنية عميقة، ترتبط بتاريخنا، بهويتنا، وبعمق انتمائنا. ومع أن إجماع المغاربة حولها يكاد يكون مطلقًا، إلا أننا نشهد أحيانًا بعض المواقف التي تثير التساؤل.
نلاحظ كيف أن بعض المسؤولين، ممن يتولون مناصب حساسة في أقاليمنا الجنوبية، يحرصون على إظهار ولائهم المطلق للوطن ولدعم مقترح الحكم الذاتي. وهذا أمر محمود ومطلوب. لكن ما يثير القلق هو أن هذا الولاء قد يرتكز أحيانًا على مصالح شخصية وظيفية، وليس على قناعة راسخة بحق المغرب في صحرائه.
يستخدم البعض قضية الصحراء كـ”ورقة مساومة” للحفاظ على مناصبهم أو لكسب المزيد من الامتيازات. وكأنهم يقولون: “دعمي للوطن مرتبط بدعمكم لي”. هذا الموقف المزدوج، الذي يرفع شعار الوطنية بينما يحمل في طياته حسابات شخصية، هو ما يضعف مصداقية المواقف ويضر بالقضية الوطنية في العمق.
فالولاء للوطن، خاصة في قضية مصيرية مثل قضية الصحراء، يجب أن يكون غير مشروط وغير قابل للمزايدة. يجب أن ينبع من إيمان حقيقي وعميق، لا من حسابات الربح والخسارة. فبمجرد أن يشعر هؤلاء بأن مصالحهم في خطر، قد تتغير مواقفهم وتتبدل ولاءاتهم، وهو ما يُعد خيانة لمبادئ الوطنية التي يدّعونها.
إن المواطن المغربي في الأقاليم الصحراوية، الذي يعيش على هذه الأرض ويحمل همّها، هو الأقدر على التعبير عن الانتماء الصادق، لأنه يدافع عن أرضه وعن هويته دون انتظار مقابل.
سؤال للنقاش: برأيك، كيف يمكننا التفريق بين الولاء الصادق للوطن وبين استغلال القضايا الوطنية لتحقيق مكاسب شخصية؟