مجتمع

أنا لم أبدد المال العام، أنا راعٍ!

متابعة: كمال قابل


 

في هذا الزمن الذي تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه الوجوه، يظهر بعض الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يمتلكون الحق في الحكم على الآخرين وتشويه سمعتهم. لقد واجهت مؤخرًا محاولات يائسة للنيل مني، ومحاولات لإحراجي من خلال فتح دفاتر الماضي. إنهم يظنون أنهم بذلك سيُسقطونني، لكنهم لا يعلمون أن ماضي هو مصدر فخري وقوتي.

نعم، كنتُ راعيًا للإبل. إنها مهنة ليست للنقد أو العار، بل هي من أشرف المهن وأكثرها عراقة. إنها مهنة الأنبياء والصالحين. لقد كان موسى، عليه السلام، راعيًا، وكان عيسى، وإبراهيم، ويوسف، بل إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان راعيًا. لم تكن هذه المهنة يومًا مصدر خجل، بل كانت مدرسة للصبر، والقوة، والأمانة.

إن من يحاولون اليوم أن يذموني بمهنتي السابقة، هم أنفسهم من لا يتورعون عن تبديد المال العام، وأكل حقوق اليتامى، والتعالي على الناس بعد أن يضعوا ثقتهم فيهم. أنا لم أبدد المال العام، ولم آكل حق اليتامى، ولم أتعالَ على أحد. بل على العكس، إنني اليوم أكتب واقعًا نعيش فيه كأبناء لمدينة بوجدور، مدينة أحببتها وترعرعت فيها. أكتب عن الواقع المرير الذي يفرضه المستبدون في المناصب الرسمية، الذين يوظفون أبناء عمومتهم ويسكتون كل صوت حر يريد أن يكشف فسادهم.

ماضي ليس وصمة عار، بل هو شهادة على أصلي وطهري. إن ماضي لم يكن فيه فساد، ولم يكن فيه خيانة، بل كان مليئًا بالعمل الشريف والجهد المتواصل. أما هم، فماضيهم وحاضرهم مليء بالفساد والمصالح الشخصية.

أنا اليوم أقف مرفوع الرأس، لا أخجل من ماضي، بل أتشرف به. لقد علمتني الإبل الأمانة، والصبر، والوفاء، وهي صفات لا يمتلكها الكثيرون ممن يتبوؤون المناصب اليوم. سأظل أدافع عن الحق، وسأكشف الفساد، وسأبقى صوتًا لأبناء مدينتي، حتى لو حاولوا تشويه صورتي. فالحقيقة ستبقى أقوى من كل الأكاذيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى