مقابلة مثيرة للأمير مولاي هشام: انتقادات لاذعة وتساؤلات حول مستقبل المغرب

متابعة : كمال قابل
أثار الحوار المطول الذي أجراه الأمير مولاي هشام مع صحيفة “الكونفيدونسييل” الإسبانية، والذي نُشر على عدة أجزاء، ضجة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية. وقد شكّل هذا الحوار منصة للأمير للتعبير عن آرائه حول عدة قضايا حساسة، بدءاً من عمل الأجهزة الأمنية وصولاً إلى العلاقة بين النظام الملكي والشعب، ما أعاد فتح النقاش حول العديد من الملفات الشائكة في المغرب.
كان الجزء الأبرز في الحوار هو توجيه الأمير مولاي هشام انتقادات مباشرة للأجهزة الأمنية المغربية. وقد صرح بأن هذه الأجهزة تتجاوز صلاحياتها في بعض الأحيان وتؤثر على الحياة السياسية والمدنية بشكل لا يخدم المصلحة العامة. وأشار إلى أن هناك ضرورة لإعادة النظر في دور هذه المؤسسات لضمان أن تكون في خدمة المواطنين بشكل كامل، بما يتوافق مع دولة القانون. هذه التصريحات، التي تأتي من شخصية من العائلة الملكية، اعتبرها الكثيرون مؤشراً على وجود خلافات عميقة حول طريقة إدارة شؤون البلاد.
تطرق الحوار أيضاً إلى علاقة الأمير بالنظام الملكي، حيث قدم رؤية مغايرة لما هو متعارف عليه. وشدد على أن علاقته بالملك محمد السادس يحكمها الاحترام، لكنه في الوقت ذاته أكد على أنه يختلف معه في بعض الرؤى المتعلقة بإدارة شؤون الدولة. ودعا إلى ضرورة فتح حوار وطني شامل حول مستقبل البلاد، يشمل كافة الأطياف السياسية والمجتمعية، من أجل تحقيق إصلاحات حقيقية وعميقة.
كما أكد الأمير على أن دوره، من وجهة نظره، هو طرح الأسئلة الصعبة التي قد يتجنبها الآخرون، بهدف دفع المجتمع نحو التفكير في مستقبل أفضل.
لم يقتصر الحوار على الجوانب الأمنية والسياسية فقط، بل امتد ليشمل قضايا اقتصادية واجتماعية. فقد أعرب الأمير مولاي هشام عن قلقه من الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في المغرب، ودعا إلى تبني سياسات اقتصادية أكثر عدالة. كما تطرق إلى قضية الصحراء، مؤكداً على أن الحل يجب أن يأتي عبر مسار سياسي سلمي يضمن حقوق جميع الأطراف.
وفي الختام، يظهر أن حوار الأمير مولاي هشام مع الصحيفة الإسبانية لم يكن مجرد مقابلة عابرة، بل كان محاولة لطرح رؤية جريئة ومختلفة تهدف إلى إثارة حوار وطني حقيقي حول مستقبل المغرب، مما يعيد تأكيد دوره كصوت مستقل ومثير للجدل.