نداء استغاثة من تحت الرمال: فاجعة مقبرة بوجدور

متابعة : كمال قابل
تحولت مقبرة مدينة بوجدور إلى رمز مؤلم لـالإهمال الصارخ والنسيان المطبق. إنها ليست مجرد مقبرة، بل هي قطعة من ذاكرة المدينة تُغتال يومياً ببطء وقسوة. لقد وصل الأمر إلى حد لا يمكن السكوت عليه؛ فـزحف الرمال، نتيجة عمليات التصحر المتفاقمة، يبتلع المقبرة بشكل كارثي ومروع.
المشهد يثير الغضب والاستنكار: كتل ضخمة من الرمال غطت جزءاً كبيراً من هذا المثوى الأخير. لقد طُمست معالم الكثير من القبور، بل الأسوأ من ذلك، هناك مقابر لم تعد ظاهرة على الإطلاق، اختفت تماماً تحت كثبان الرمل، وكأن ساكنيها قد نُسوا مرتين. كيف لمدينة أن تسمح لـقدسية أمواتها أن تُهان بهذا الشكل؟ إن هذا التقاعس ليس مجرد خلل إداري، بل هو إهانة لكرامة الأحياء الذين يحق لهم زيارة قبور ذويهم.
أين هي السلطات والمسؤولون في بوجدور؟ أين دور المؤسسات المعنية؟ إن صمتكم وتراخيكم أمام هذه الفاجعة الإنسانية والأخلاقية غير مبرر وغير مقبول. إن المقبرة تُحتضر تحت وطأة الإهمال والظواهر الطبيعية، والحلول تبدو غائبة أو مؤجلة إلى أجل غير مسمى. هذا التخاذل هو خرق للواجب الديني والوطني.
إننا نوجه اليوم نداءً عاجلًا للجميع: تحركوا فوراً! يجب وضع حل جذري ومستدام لوقف زحف الرمال وإعادة الكرامة للمقبرة. المطلوب هو تدخل سريع، بوضع مصدات واقية أو أسوار فعالة، قبل أن يتحول الموقف إلى كارثة لا يمكن تداركها.
مقبرة بوجدور تستصرخكم من تحت الرمال… فهل من مجيب ينقذ ما تبقى من كرامة الموتى وذاكرة المدينة؟