الأمن يبدأ من القرب: مطالب بإنشاء فروع لمراكز الشرطة في أحياء مدينة بوجدور مع تثمين الجهود الأمنية

متابعة : كمال قابل
تتصاعد مطالبات ساكنة مدينة بوجدور بضرورة خلق فروع لمراكز الشرطة في أطراف المدينة، وذلك كخطوة حاسمة لتعزيز الأمن والاستجابة السريعة للحوادث. تأتي هذه المطالب، رغم تقديرنا العالي للجهود الجبارة والتضحيات المتواصلة التي يبذلها جهاز الشرطة، نتيجة للشعور المتزايد من قبل السكان بضرورة تقريب المؤسسة الأمنية جغرافياً من الأحياء المكتظة والبعيدة عن المركز الرئيسي.
هنا، يجب أن نرفع قبعات الاحترام والامتنان لكل فرد من أفراد الشرطة، بمختلف رتبهم وأقسامهم، الذين يسهرون على حماية أرواح وممتلكات المواطنين، مستشعرين عِظم المسؤولية. إن التماس الساكنة لا يأتي انتقاصاً من هذا العمل الوطني النبيل، بل هو إيمان بأن توفير فروع إضافية سيساعد هذه الأجهزة على أداء واجبها بكفاءة وسرعة أكبر.
تشير الأصابع بشكل خاص إلى أحياء مثل حي العودة، وحي التنمية، وحي القطب، بالإضافة إلى المنطقة الواقعة في آخر شارع محمد الخامس. هذه المناطق، بتوسعها الديموغرافي وبعدها الجغرافي عن قلب المدينة، باتت تشهد، حسب شهادات السكان، تزايداً في المشاكل الاجتماعية، الجرائم، وحالات السُكر العلني التي تؤرق راحة الساكنة ليلاً ونهاراً.
إن غياب التواجد الأمني القريب والمؤسساتي في هذه النقاط الحساسة لا يقلل فقط من سرعة تدخل المصالح الأمنية التي تبذل قصارى جهدها للوصول في الوقت المناسب، بل يخلق أيضاً شعوراً بانعدام الأمان لدى المواطنين.
يؤكد المطالبون أن إنشاء فروع للشرطة في هذه الأحياء البعيدة ليس مجرد إضافة شكلية، بل هو دعم لوجستي وتنظيمي يضمن حق الساكنة في الشعور بالأمن والأمان والاطمئنان. إن وجود مبنى للشرطة يعمل بصفة دائمة في حي العودة أو حي التنمية، على سبيل المثال، من شأنه أن يبعث برسالة واضحة لكل من تسول له نفسه افتعال أي فعل إجرامي أو إثارة للمشاكل: أن عين القانون حاضرة وقريبة وبتواجد مؤسساتي دائم يسهل عمل الأسود الساهرة على أمننا. إن مجرد التواجد الفعلي لعناصر الأمن في هذه الفروع، سيكون بمثابة رادع فوري وفعال لأي شخص يفكر في الإخلال بالنظام العام، ويسهل على رجال الأمن الأوفياء واجبهم في حفظ النظام.
تتوجه الساكنة، عبر هذه المطالب، بنداء إلى السلطات المحلية والأمنية، وهي تكن كل الاحترام والتقدير لرجال الأمن الساهرين، لتبني استراتيجية أمنية قائمة على القرب والانتشار المؤسساتي. فدمج الأمن في نسيج هذه الأحياء النائية عبر فروع دائمة سيعمل على تقليص زمن الاستجابة للحالات الطارئة، وبناء جسور ثقة أكبر بين الشرطة والمواطنين، وتحقيق الردع الوقائي قبل وقوع الجريمة، وتخفيف الضغط على المركز الرئيسي للشرطة.
إن مدينة بوجدور، وهي تسعى للتنمية والازدهار، لا يمكن أن تحقق ذلك إلا بأمن شامل يشمل كل شبر من أراضيها. إن تلبية هذه المطالب بإحداث فروع للشرطة في أطراف بوجدور هو خطوة لا تحتمل التأجيل نحو تحقيق أمن القرب الفعال، وإضافة مشرقة لملف الإنجازات الأمنية المشهود لها بالكفاءة والمهنية العالية.




