مجتمع

حملة طبية متعددة التخصصات ببوجدور: دعم لـ “بحارة الإقليم” احتفالاً بالذكرى الـ 50 للمسيرة الخضراء

متابعة  : رابح عبد الله

 

​في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، نظمت فعاليات قطاع الصيد البحري بمدينة بوجدور مبادرة ذات أبعاد إنسانية واجتماعية عميقة، تمثلت في إطلاق حملة طبية شاملة ومتعددة التخصصات لفائدة بحارة الإقليم. وقد جرت هذه الحملة على مدى ثلاثة أيام، امتدت من 01 إلى 03 نونبر 2025، لتؤكد مجدداً على الاهتمام المتواصل بهذه الفئة الحيوية التي تضطلع بدور محوري في الاقتصاد المحلي والوطني.

​هذه المبادرة النوعية لم تكن وليدة جهة واحدة، بل جاءت ثمرة تعاون مثمر بين قطاع الصيد البحري بالمنطقة واللجنة المحلية للبحث وإنقاذ الأرواح البشرية بالبحر، وذلك في إطار المسؤولية المشتركة تجاه سلامة وصحة البحارة. كما تعززت الشراكة بمساهمة فعالة من جمعية الدمج والتأهيل للجميع، التي تهدف إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي، والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية ببوجدور التي وضعت خبراتها ومواردها الطبية في خدمة هذه الحملة.

​تستهدف الحملة الصحية، المقامة على شرف البحارة، توفير مجموعة واسعة من الخدمات الطبية الوقائية والعلاجية في تخصصات مختلفة، بما في ذلك على الأغلب الطب العام، وطب الأسنان، وطب العيون، والكشف عن الأمراض المزمنة، وذلك نظراً لطبيعة عمل البحارة التي تتطلب جهداً بدنياً كبيراً وتعرضهم لظروف بيئية خاصة في عرض البحر. وتأتي هذه الخطوة لرفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم، والحد من المخاطر الصحية المهنية التي قد تواجههم.

​إن تنظيم هذه الحملة بالتزامن مع الذكرى الذهبية للمسيرة الخضراء يحمل دلالات رمزية قوية، فهو يؤكد على أن التنمية البشرية والاهتمام بالمواطن يمثلان جوهر هذا الحدث التاريخي. كما يعكس هذا التكافل الصحي، الموجه لأسطول الصيد البحري في بوجدور، الاعتراف بالدور الريادي الذي يلعبه هؤلاء الرجال في دعم الأمن الغذائي للمنطقة والمساهمة في عجلة التنمية المستدامة للأقاليم الجنوبية للمملكة.

​وتشكل هذه الفعاليات نموذجاً يحتذى به في التآزر والتعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، لتسليط الضوء على ضرورة دمج البعد الاجتماعي والصحي ضمن استراتيجيات تطوير قطاع الصيد البحري، وضمان توفير الظروف الملائمة لـ “بحارة الإقليم” لمواصلة عملهم بكل أمان وسلامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى