في ختام القافلة الوطنية للصحراء المغربية التامك يرسم البسمة على وجوه نزلاء السجون

صالح داهي – العيون
في حدث وطني مؤثر، رسم المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، السيد محمد صالح التامك، الابتسامة على وجوه نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية بالمملكة، خلال الحفل الختامي للنسخة الثانية من القافلة الوطنية “الصحراء المغربية”، الذي احتضنه السجن المحلي العيون 2 يوم الجمعة. تحت شعار “وطن يوحدنا ومصير مشترك يجمعنا”، تحول الحفل إلى لحظة إنسانية نابضة بالأمل، حيث أصبحت الابتسامات رمزاً للتلاحم الوطني والعودة إلى الحياة بوعي جديد، تزامناً مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

أشرف التامك على الحفل بحضور واسع من الشخصيات الرسمية، بما في ذلك والي جهة العيون – الساقية الحمراء، رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس الجهة ورئيس المجلس الاقليمي ورئيس جماعة العيون ٨ إلى جانب الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء والفعاليات المدنية والعسكرية. هذا الحضور الكريم لم يكن مجرد إجراء شكلي، بل دليلاً على التزام الدولة بإعادة الإدماج الإيجابي، حيث أصبحت الابتسامة على وجه النزلاء إشارة إلى نجاح برامج التأهيل في تحويل تجربة السجن إلى فرصة للنمو والانتماء.

تميز البرنامج بمحاكاة رمزية لملحمة المسيرة الخضراء، جسدتها نزيلات ونزلاء إلى جانب أطر المندوبية العامة، في مشهد يرمز إلى الثبات الوطني والتلاحم بين العرش والشعب، من طنجة إلى الكويرة. هذا العرض لم يقتصر على الجانب التاريخي، بل أثار مشاعر الفرح والفخر، مما رسم ابتسامات ألقت بظلالها على وجوه المشاركين، الذين وجدوا فيه دافعاً للتمسك بالوحدة الترابية. ثم انتقل الحضور إلى القاعة المتعددة الاستخدامات، مروراً برواق معرض المنتوجات الفنية والحرفية والفنون التشكيلية، الذي عرض أعمالاً إبداعية حول ذكرى المسيرة، مما أبرز قدرة النزلاء على الإبداع داخل جدران السجن، وأضاف لمسة إيجابية تعزز من أهمية الابتسامة كرمز للأمل المستقبلي.

أما النجاح الكبير للحفل، فيعود الفضل فيه إلى السيد مدير السجن واطر وموظفي السجن المحلي العيون 2 و أطر المندوبية المشرفين على القافلة، الذين ساهموا في تنظيم فعالياتها بكفاءة عالية. كما أبهر الحضور أداء الفنان تيتو رامون روميو بأغنية “صوت الحسن”، التي أضافت نبرة فنية مؤثرة. وفي ذروة البرنامج، قدم عرض أوبريت “مسيرة وطن” من أداء أطر المندوبية ونزيلات ونزلاء السجون، الذي أذهل الجميع بانسجامه الرائع وأدائه المتميز، مما جعل الابتسامات تتسع على الوجوه، وأكد أن الفن أداة قوية في بناء الثقة والاندماج.

تكمن أهمية هذه الابتسامات في كونها ليست مجرد تعبير عابر، بل دليلاً على نجاح البرنامج في تعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية داخل المؤسسات السجنية. ففي سياق يهدف إلى إعادة التأهيل، أصبحت هذه اللحظات بوابة للعودة إلى المجتمع بثقة متجددة، حيث يرى النزلاء في التلاحم الوطني مصدر قوة يمحو آثار اليأس. ومع ختام هذه النسخة الناجحة، يؤكد الحدث التزام المملكة بقضيتها الوطنية، ويفتح آفاقاً لمبادرات مستقبلية تعزز الابتسامة كرمز للوحدة والأمل لكل المغاربة.





