عين السبع الحي المحمدي يحتضن لقاءً تشاورياً موسعاً لإعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة
خطوة نوعية لترسيخ الحكامة وتعزيز الثقة بين الإدارة والمجتمع المدني

ـ في إطار تنزيل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وبغية بلورة رؤية تنموية جديدة تستجيب لتطلعات الساكنة، احتضن مقر عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، يوم الجمعة 21 نونبر 2025، لقاءً تشاورياً موسعاً ترأسه السيد محمد الطاوس عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي، بمشاركة واسعة من ممثلي المجتمع المدني والنقابات والهيئات السياسية والفاعلين الاقتصاديين، في مشهد يعكس روح المواطنة الفاعلة والإنخراط الجماعي في صياغة الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة.
ـ افتتح السيد العامل أشغال اللقاء بكلمة توجيهية أكد فيها أن التنمية المندمجة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر الإنفتاح على مختلف الشركاء والحرص على الإستجابة لحاجيات المواطنين، مشدداً على أهمية الحكامة الترابية والتواصل الدائم مع الساكنة. كما قدّم المندوب الإقليمي لوزارة الصحة عرضاً مفصلاً حول واقع العرض الصحي والتحديات المطروحة.
انقسم المشاركون إلى أربع ورشات رئيسية تناولت قطاعات حيويةوهي:
1 ـ الصحة: بين الحاجة للعلاج والحاجة للكرامة ، نوقش من خلال ورشتها سبل تعزيز البنيات الصحية وتحسين جودة الخدمات، حيث برزت أربع ملاحظات أساسية: ـ الضغط الكبير على المرافق الصحية. ـ طول آجال المواعيد والإكتظاظ في قاعات الإنتظار. ـ ملاحظات حول جودة الإستقبال والتنظيم الداخلي. إضافة إلى وجود خصاص في بعض التخصصات والتجهيزات الطبية.
2 ـ التربية والتعليم والتكوين ،شُخصت في خمسة مسارات رئيسية: ـتأهيل وتجهيز المؤسسات التعليمية ، تقليص الإكتظاظ وتحسين ظروف التعلم ، إدماج الرقمنة والبيداغوجيات الحديثة ، توفير الدعم المدرسي ومحاربة الهدر، و تعزيز التوجيه المدرسي والمهني.
3 ـ ورشة إنعاش الشغل : التي ركزت على آليات دعم التشغيل، تشجيع الاستثمار، وخلق فرص عمل للشباب باعتبارها رافعة أساسية للتنمية المحلية.
4 ـ ورشة الماء والتأهيل الترابي المندمج : ـ اهتمت بقضايا التزويد بالماء والاستدامة البيئية وتأهيل البنيات الأساسية، حيث أبرزت النقاشات الحاجة إلى تهيئة الطرق والأرصفة والإنارة والتطهير السائل، معالجة الخصاص في الفضاءات الخضراء وملاعب القرب ودور الشباب، مواجهة النقط السوداء المرتبطة بالنفايات والأسواق العشوائية والإحتلال غير المنظم للملك العمومي، مع التأكيد على أهمية تثمين بعض الفضاءات الرمزية وعلى رأسها مخيم عين السبع والواجهة البحرية.
ـ اتسمت النقاشات بالجدية وروح المسؤولية، حيث قُدمت مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ، لتشكل في ختام اللقاء أرضية أولية لإعداد رؤية تنموية مندمجة للمنطقة، قائمة على التوازن بين البعد الإجتماعي والإقتصادي والبيئي. فعاليات جمعوية عديدة نوهت بالتنظيم المحكم وحسن الإستقبال، معتبرة أن هذه المبادرة خطوة نوعية نحو تكريس الحكامة الترابية وتعزيز جسور الثقة بين الإدارة الترابية والمجتمع المدني. كما أكدت أن إشراك المواطنين في بلورة السياسات التنموية يفتح آفاقاً جديدة لبناء نموذج محلي قائم على الشفافية والتعاون.
ـ يُعد هذا اللقاء التشاوري، بما حمله من زخم ومخرجات، محطة مفصلية في مسار التنمية بعين السبع الحي المحمدي، ورسالة واضحة بأن التنمية ليست مجرد مشاريع تقنية، بل هي ثمرة حوار جماعي وإرادة مشتركة لصناعة مستقبل أفضل للساكنة.
حنان قوتي






