مدريد تقطع ألسنة المشككين: لن نقبل بتجميد قضية الصحراء المغربية ل50 سنة أخر.

* بقلم : الحسن البوعشراوي
أطلق وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس تصريحات حاسمة بشأن قضية الصحراء المغربية، مؤكداً أن بلاده لن تقبل باستمرار وضع “مجمّد منذ خمسين عاماً” لنصف قرن آخر، في رد صريح على محاولات التشويش التي تستهدف الموقف الإسباني الداعم للمقاربة المغربية، ما يؤكد أهمية التحول الاستراتيجي الذي أقدمت عليه مدريد منذ مارس 2022، باعتمادها مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع حول الصحراء. هذا الموقف الواضح الذي جاء خلال حوار إذاعي على “راديو كابلي” يعكس إصرار مدريد على المضي قدماً في مسار الشراكة الاستراتيجية مع الرباط، متجاوزة الضغوط الداخلية والخارجية التي تحاول عبثاً زعزعة العلاقات بين البلدين الجارين في وقت يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية متسارعة.
في خطوة دبلوماسية صاعقة تربك حسابات المتربصين وتلجم أفواه المشككين، أطلق وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس تصريحات قوية تؤكد تجديد ثبات موقف بلاده الصريح إزاء قضية الصحراء المغربية، محطماً بذلك كل محاولات التشويش التي تحاول النيل من العلاقات المغربية-الإسبانية المتجددة.
ألباريس لم يترك مجالاً للتأويل أو المناورة حين صدح صوته عبر أثير “راديو كابلي” الإسباني قائلاً بحزم لا يقبل التأويل: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام وضع مجمّد منذ خمسين عاماً”، في رسالة مدوية تصفع وجوه المراهنين على استمرار الوضع الراهن وتقطع الطريق على كل من يحاول تعطيل مسار الحل النهائي لملف الصحراء المغربية.
وبلهجة الواثق من صواب موقفه، أسكت ألباريس ألسنة المشككين بتأكيده الصارم: “لم يتغير موقفنا، بل نحن مصممون على ألا يستمر هذا الوضع المجمّد منذ خمسين عاماً لخمسين سنة أخرى”. كلمات قليلة لكنها حملت في طياتها إعلان وفاة لكل الأوهام التي تغذيها أطراف مناوئة للمصالح المغربية.
وفي ضربة استباقية محكمة لمحاولات التشويش، سحب الوزير الإسباني البساط من تحت أقدام اللوبيات المعادية لحل هذا النزاع المفتعل عبر محاولات لإطالة أمده، مؤكداً بذلك أن موقف بلاده ليس وليد نزوة سياسية أو مناورة تكتيكية، بل هو خيار استراتيجي راسخ نابع من قراءة عميقة لمصالح جميع الأطراف.
وبينما يواصل خصوم الوحدة الترابية المغربية نسج الأكاذيب وترويج مزاعم التذبذب في الموقف الإسباني، جاءت كلمات ألباريس الحاسمة لتقطع دابر الفتنة وتعري زيف الادعاءات التي تحاول النيل من متانة العلاقات المغربية-الإسبانية.
كلمات ألباريس عقد ألسنة أفواه المشككين والمناورين، لتؤكد أن قطار التسوية النهائية لملف الصحراء المغربية انطلق بلا رجعة، ومن يراهن على عكس ذلك فإنما يراهن على سراب خادع ووهم لن يتحقق.