الحملة الوطنية للتوعية بالإعاقة نحو مجتمع دامج يرتكز على المساواة والكرامة بعين السبع الحي المحمدي تحت لواء التعاون الوطني

حـــنـــان قـــوتي
“نغيّرو النظرة .. أيوة هي دابا!”: خطوة مجتمعية نحو إدماج فعلي ووعي إنساني بالإعاقة
في عصر باتت فيه مفاهيم الإدماج والكرامة على المحك، يبرز حدث يوم الخميس 19 يونيو 2025 بمركز الدعم والتأهيل لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة بعين السبع الحي المحمدي ، كصرخة مجتمعية واعية، تُجسد التقاء الإرادة السياسية بالوعي الجماعي .تحت شعار يحمل نبرة التحدي والأمل: “نغيّرو النظرة ديالنا .. أيوة هي دابا ..!”. من الحملة إلى الفعل تحرّك إنساني بمنظور مؤسساتي
عندما جاء الحدث ضمن الحملة الوطنية الأولى للرفع من الوعي بالإعاقة ، التي أطلقتها وزارة التضامن والإدماج الإجتماعي والأسرة ، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، وتعاون وثيق مع أطر المركز والشركاء الميدانيين.
لكن وراء الشعارات، برزت دينامية حقيقية على الأرض بحضور وازن لممثلين عن قطاعات الصحة والتعليم والعمل الإجتماعي، إلى جانب جمعيات مدنية تحمل على عاتقها قضايا الإعاقة يوميًا، وجوه تتقاطع فيها المهنية بالعاطفة، والإدارة بروح الإنسان.
الإدماج ليس فعلًا تقنيًا ، بل تحول ذهني لذلك لم يقتصر اللقاء على الكلمات والخُطب ، بل انفتح على المداخلات التحسيسية ، التي شكّلت لحظات صادقة امتزج فيها التعبير الجسدي بالتأمل حينما قاموا مجموعة من الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بتقديم النشيد الوطني أمام الحاضرين.
فماذا يعني أن “نغيّر النظرة”؟
الطرح هنا ليس لغويًا فحسب، بل فكريًا وثقافيًا . فالإعاقة في مجتمعاتنا، لا تزال موصومة بنظرة شفقة أو دونية، وهو ما جعل شعار اللقاء يحمل في طياته دعوة ثورية: تغيير النظرة ، يعني تغيير البنية العقلية التي تحكم تعاملنا اليومي، من المدرسة إلى الشارع، من الإدارة إلى الأسرة. فحملة اليوم ليست مجرد مناسبة عابرة، بل محاولة لخلق تحول إجتماعي يتجاوز “التعايش” إلى “التضمين”، حيث لا يكون الشخص في وضعية إعاقة مستثنى من القرار أو الفضاء العام، بل شريكًا كاملًا فيه ، عندما يتحول العمل المؤسساتي إلى فعل نبيل .
وفي ختام هذا الحدث، عبّر عدد من المشاركين والمنظمين عن امتنانهم العميق للمندوب الإقليمي للتعاون الوطني، تقديرا لدوره المحوري في انجاح هذه المبادرة التي لا تشكل فقط محطة ظرفية ، بل خطوة فعلية نحو ترسيخ الإدماج المجتمعي المستدام ، لأنه لم يكتف بالحضور الرمزي بل ساهم بشكل حقيقي في التنظيم والمتابعة، في مشهد نادر يعكس قدرة المؤسسات حين تمتزج بروح المبادرة.
هذا اللقاء لم يكن تظاهرة مناسباتية، بل تجسيدًا لمعنى أعمق ، بأن الإدماج ليس ترفًا، بل ضرورة؛ وأن التضامن لا يُمارس في الحملات ، بل يُبنى كل يوم بلقاء، بإصغاء، وبقناعة جماعية تقول: نعم، نغيّرو النظرة .. والوقت هو الآن.