شيشاوة-سمير الرابحي
تتفاقم معاناة عمال النظافة التابعين لشركة “كازا تيكنين” بمدينة شيشاوة جراء التأخير المتكرر في صرف رواتبهم الشهرية، مما يلقي بظلاله على استقرار عائلاتهم ويزيد من أعبائهم المادية، خاصةً في فصل الصيف الذي تتزايد فيه المصاريف المرتبطة بالعطل المدرسية واحتياجات الأطفال.
اعتاد عمال الشركة، الذين يؤدون مهام حيوية للحفاظ على نظافة البيئة وصحة المجتمع، على تسلم رواتبهم بشكل منتظم في بداية كل شهر، وتحديدًا في اليوم الأول أو الثاني، وبحد أقصى اليوم الرابع. هذا الانتظام كان يوفر لهم نوعًا من الاستقرار المالي يمكنهم من التخطيط لميزانياتهم وتلبية احتياجات أسرهم الأساسية.
لكن الوضع تغير مؤخرًا، حيث أصبح تأخير الأجور ظاهرة متكررة، مما يضع العمال وعائلاتهم في مأزق حقيقي. فمع قدوم فصل الصيف، ترتفع المصاريف بشكل ملحوظ؛ فالأطفال في عطلة ويحتاجون إلى مستلزمات إضافية، وتزداد فواتير الكهرباء والمياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة. هذه الظروف تزيد من حدة الأزمة، حيث يجد العمال أنفسهم عاجزين عن توفير الضروريات الأساسية لأسرهم، مما يولد ضغطًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا.
إن تأخير الرواتب لا يؤثر فقط على الجانب المادي، بل يمس كرامة العمال وشعورهم بالأمان الوظيفي. فهؤلاء العمال يقدمون خدمة لا غنى عنها للمجتمع، ومن واجب الشركة أن تلتزم بتعهداتها تجاههم وتوفر لهم بيئة عمل مستقرة تضمن حقوقهم.
تطالب الأسر المتضررة والفعاليات المدنية المعنية بالتدخل العاجل لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة، وضمان صرف الرواتب في موعدها المحدد، حتى يتمكن عمال النظافة من مواجهة أعباء الحياة وتوفير ظروف كريمة لعائلاتهم، بعيدًا عن شبح الأزمات المالية المتكررة.
