مجتمع

بعد شهر من المعاناة.. عمال النظافة بشيشاوة يحققون مطالبهم بتدخل السيد عامل إقليم شيشاوة و بلدية شيشاوة

 

 

شيشاوة -سمير الرابحي

 

بعد شهر من التوتر و الانتظار، عادت الحياة إلى طبيعتها في قطاع النظافة بمدينة شيشاوة، إثر التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة عمال النظافة الذين يعملون تحت إشراف شركة “كازاتيكنين”. جاء هذا الاتفاق تتويجًا لسلسلة من الاجتماعات المكثفة بين ممثلي نقابة عمال النظافة، ومجلس بلدية شيشاوة، وإدارة الشركة، وبتدخل من السيد عامل إقليم شيشاوة الذي أشرف على المفاوضات.

المشهد الذي استمر لأكثر من شهر كان قاسياً على العمال الذين رفعوا شعارات تطالب بتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية. وكانت أبرز مطالبهم تتمثل في تسوية وضعيتهم المالية”الاجور”، إضافة إلى تفعيل آليات الحوار الاجتماعي مع الإدارة. هذه المطالب، التي اعتبرها العمال حقوقًا مشروعة، كانت قد قوبلت في البداية بصعوبات حالت دون تحقيقها بشكل فوري، مما دفع بنقابة العمال إلى واجهة الأحداث.

وفقاً لمصادر مطلعة، لعب مجلس بلدية شيشاوة دورًا محوريًا في هذه الأزمة، حيث عقد عدة اجتماعات مع الأطراف المعنية، ساعيًا لإيجاد حلول مرضية للجميع.

وقد أظهرت البلدية حرصًا على استمرار خدمات النظافة بالمدينة، وفي الوقت نفسه، الدفاع عن حقوق العمال كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية.

 

غير أن التدخل للسيد عامل إقليم شيشاوة هو الذي دفع عجلة الحوار إلى الأمام. فبعد تصاعد الأزمة وتأثيرها على نظافة المدينة وسلامة سكانها، تولى السيد العامل مهمة الوساطة بنفسه، مستخدمًا سلطته الإدارية وخبرته لجمع الأطراف على طاولة الحوار. تدخلاته كانت تهدف إلى إيجاد صيغة توافقية تضمن حقوق العمال دون المساس باستمرارية الخدمة العامة.

وأسفرت الاجتماعات المكثفة عن اتفاق شامل يلبي مطالب عمال النظافة الأساسي”الاجور”، كما تم الاتفاق على وضع آليات جديدة للحوار المستمر بين العمال وإدارة الشركة، تحت إشراف بلدية شيشاوة و السلطات المحلية، لضمان عدم تكرار الأزمة مستقبلاً.

 

وقد عبر عدد من عمال النظافة عن ارتياحهم الكبير لهذا الاتفاق، معتبرين إياه انتصارًا للحوار والمسؤولية. وقال أحد العمال، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “لقد كانت معاناتنا كبيرة، لكننا سعداء الآن لأن صوتنا قد وصل وتم الاستماع إليه. نشكر كل من ساهم في حل هذه المشكلة، خاصة السيد عامل الإقليم ومجلس البلدية.”

 

يُعتبر هذا الاتفاق نموذجًا ناجحًا في حل النزاعات الاجتماعية من خلال الحوار البناء والمسؤولية المشتركة. وقد أثبتت التجربة أن شراكة فعالة بين السلطات المحلية، و مجلس بلدية شيشاوة، والقطاع الخاص، وبدعم من السلطة الإقليمية، يمكن أن تساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وضمان حقوق العمال، وفي الوقت نفسه الحفاظ على استمرارية وجودة الخدمات الأساسية للمواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى