مجتمع

بوجدور… المدينة التي أرادوها هامشًا فأصبحت نموذجًا

 

بقلم : رابح عبد الله

 

منذ أن تحوّلت مدينة بوجدور إلى جماعة حضرية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، انطلقت فيها دينامية جديدة، جعلتها تتحول من مجرد نقطة منسية على الخريطة إلى نموذج تنموي بارز في الأقاليم الجنوبية للمملكة. ورغم هذا التحول الإيجابي، يلاحظ المتتبع اليوم تكاثر بعض الأصوات المأجورة، التي تحاول تشويه الصورة أو التشكيك في واقع المدينة، دون دراية بتفاصيلها أو احترام لتاريخها وتضحيات أهلها.

قبل هذا التحول، لم يكن لبوجدور حضور في النقاشات الوطنية، ولا كانت محط اهتمام من يسارعون اليوم إلى إصدار الأحكام. أما اليوم، وقد أصبحت رمزاً للتنمية والوفاء، فقد باتت فجأة “محور اهتمام” بعض الأقلام التي تتعامل معها من خلف الشاشات، دون أن تطأ أقدامهم ترابها أو يتفاعلوا مع أهلها.

إن بوجدور ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي حكاية كفاح وصمود، قصة مدينة قاومت التهميش واستطاعت، بفضل جهود أبنائها المخلصين وسياسات التنمية المندمجة، أن تفرض مكانتها في خريطة المغرب الحديث. وفوق كل ذلك، هي مدينة متشبثة بثوابت الوطن، وفيّة للعرش العلوي المجيد، متجذّرة في روح الانتماء والولاء.

وإذا كان البعض يجد في الانتقاد الممنهج وسيلة للظهور أو لتصفية الحسابات، فإن أبناء بوجدور يعوّلون على العمل الميداني والصبر في البناء، لا على الضجيج الإعلامي. فالتنمية لا تصنعها الشعارات، بل يصنعها الإيمان بالمكان والالتزام تجاه الإنسان.

لذلك، ستظل بوجدور شامخة بأهلها، قوية بتاريخها، ماضية بثقة نحو المستقبل، غير آبهة بمن لا يرون فيها إلا ما يريدون تصديقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى