مجتمع

من يطعن في ظهر صديقه ثم يضحك في وجهه …؟؟

 

في حياة الإنسان، لا شيء أثمن من الصداقة الحقيقية. الصديق هو من نلجأ إليه حين تشتد الحياة، وهو من نقاسمه أفراحنا وأحزاننا، ونتكئ على كتفه حين توجعنا الأيام. غير أن الخيانة، حين تأتي من الصديق، تكون أكثر ألمًا من خنجر العدو.

ما أقسى أن يطعنك من كنت تظنه سندًا! وما أفظع أن ترى من خانك يبتسم لك كأن شيئًا لم يكن! فذاك الذي يطعنك في ظهرك، ثم يضحك في وجهك، لا يعرف معنى الوفاء، ولا يقدّر حرمة العِشرة.

هذا النوع من الناس يرتدي قناع الود، بينما يُخفي خلفه قلبًا ملوثًا بالغدر. تراه يضحك معك، يمدحك، ويظهر لك الإخلاص، لكنه في الخفاء يطعن فيك، ويشوّه صورتك، وربما يفرح لسقوطك. هو لا يُؤمن بالصدق، بل يتخذ من النفاق وسيلة، ومن المصالح جسراً يعبر عليه.

والمؤلم في هذا الأمر، أن الخيانة لا تأتي إلا من قريب. فالغريب لا يستطيع أن يؤذيك إلا قليلاً، أما الصديق، فهو يعرف أين يوجعك، ويعرف متى تطمئن له لتكون طعنته أكثر إيلامًا.

لكن في المقابل، لا ينبغي أن تدفعنا خيانة أحدهم إلى فقدان الثقة في الجميع. فكما أن هناك من يتقن الخداع، هناك أيضًا من يستحق أن يُحمل في القلب، ويُؤتمن على السر، ويُشارك في الحزن والفرح.

في النهاية، تبقى القلوب النقية صامدة رغم الطعنات، ويظل الصدق عملة نادرة، لا يمتلكها إلا من عرف معنى الصداقة الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى