جعجعة بلا طحين.. تمرد القاسيمي يهز بيت الاستقلال بسطات

سطات : محمد المسكيني
في سطات، لم يعد “الميزان” مجرد شعار لحزب الاستقلال، بل تحوّل إلى كفة تميل حيث يشتهي القاسيمي. نزار بركة من الرباط يصدر تعليمات صارمة: صوّتوا على مرشحة البام، فالتحالف الحكومي فوق كل اعتبار. لكن على الأرض، القاسيمي قالها بطريقته الخاصة: ما هكذا تورد الإبل يا سي بركة.
القصة أشبه بفصل من مسرحية هوليودية؛ عضو استقلالي يتمرّد على تعليمات الأمانة العامة، والقيادة الجهوية تركض نحو المحكمة لطلب عزله. المفاجأة؟ القاضي يرفع المطرقة معلناً البراءة، بعدما قُدمت وثيقة مختومة بختم “المُنقذ” القاسيمي، الذي لا يزال يتصرف وكأن صلاحيته التنظيمية لم تنتهِ.
المشهد أثار سخرية المتابعين: قيادة مركزية تصرخ بالانضباط، بينما الواقع يقول “جعجعة بلا طحين”. فالقاسيمي بجرّة قلم نسف تعليمات الأمين العام، وحوّل الانضباط الحزبي إلى مجرد حبر على ورق.
المفارقة أن حزب الاستقلال، الذي طالما تباهى بـ”تقاليد الانضباط”، صار اليوم نموذجاً لـالأبارتايد التنظيمي: تعليمات من المركز تُدفن في الهامش، وولاءات مزدوجة بين القيادة والزعيم المحلي. النتيجة: حزب يجر وراءه أزمات متتالية، ويُعطي صورة سيئة عن الانسجام الداخلي، خصوصاً وهو مقبل على استحقاقات انتخابية ساخنة.
القاسيمي بهذا التحدي لم يكتفِ بصفع بركة سياسياً، بل وجّه رسالة واضحة: أنا المرجع، وما عداي تفاصيل. أما بركة، فبقي محاصراً بين صورة الأمين العام الذي لا يجرؤ حتى على فرض كلمته في سطات، وبين قيادة جهوية تحولت إلى مجرد ديكور إداري.
الخلاصة؟ ما وقع بسطات ليس مجرد خلاف عابر، بل هو زلزال سياسي صغير كشف أن حزب الاستقلال يعيش على إيقاع “جعجعة بلا طحين”، وأن الانضباط الحزبي لم يعد سوى أسطورة تُستعمل في الخطابات، بينما في الميدان تُحسم الأمور بمنطق الولاءات والتمرد.