التراث الثقافي المغربي: ملتقى سوق الفنون للابداع بالحي المحمدي يناقش آفاق التنمية المستدامة

متابعة ؛ عبد الهادي بكور
بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد 26، نظم منتدى الإبداع والمواطنة بتنسيق مع كل من مقاطعة الحي المحمدي، عمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع، وبدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، الملتقى الأول لسوق الفنون تحت شعار _”تجليات الهوية الثقافية المغربية وتعزيز التنمية الإبداعية”_. شهد اليوم الرابع من فعاليات الملتقى تحولًا نوعيًا جديدًا، حيث تحوّل فضاء حديقة فم الحصن، بخيمة الإبداع، إلى منصة للحوار والتفاعل الفكري والفني.
نظمت مائدة مستديرة بعنوان “التراث الثقافي مدخل للتنمية المستدامة”. أشرف على إدارتها ذ. خالد ازغيدر رئيس الفضاء المدني للحوار والتشاور، وشارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين، من أبرزهم د. لحسن البكوري، الأستاذ الباحث والخبير في الاستراتيجيات الاقتصادية، والباحث ذ. الحسين بهيج المتخصص في المالية العامة والضرائب، والدكتور نبيل الصافي، رئيس المجمع الوطني للثقافة، إضافة إلى الباحث في التراث اللامادي، ذ. مصطفى عيسى.
تم التأكيد خلال النقاشات على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي باعتباره ركيزة أساسية للهوية الوطنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء. كما بحث المشاركون كيف يمكن للسياسات والاستراتيجيات الاقتصادية أن تدمج التراث الثقافي في برامج التنمية المستدامة، مسلطين الضوء على دور التعاونيات والحرفيين المحليين في تعزيز هذه التنمية.
هذا، وتواصلت الفعاليات الفنية والتشكيلية التي تضمنت عروضًا للمنتجات اليدوية والتراث الصناعي التقليدي، ما أضفى بعدًا اجتماعيًا وتنمويًا على الملتقى، وأظهر التنوع الثقافي والفني الذي يزخر به المغرب. في ختام هذا اليوم، كرّمت اللجنة المنظمة الفاعلين في مجال الثقافة والتراث، حيث قُدمت شواهد تقديرية للشخصيات المشاركة في المائدة المستديرة. يظل ملتقى سوق الفنون بالحي المحمدي بالدار البيضاء منصة ثقافية حيوية، تجمع بين الإبداع والفكر والتقاليد، وتؤكد على أهمية الفن والتراث كدعائم أساسية لبناء مجتمع مستدام ومتجدد.