مجتمع

النسخة الثانية من “گور ولاد مراكش” تحمل اسم الراحل عمر الشرع وتراهن على تثمين التراث في الدورة الاقتصادية

 

متابعة : محمد الهروالي

نظّمت جمعيات المجتمع المدني النسخة الثانية من ملتقى “گور ولاد مراكش”، دورة المرحوم عمر الشرع الملقّب بـ“الصروف”، في موعد بات يتزامن سنوياً مع ذكرى عيد العرش المجيد وثورة الملك والشعب. ويأتي هذا الحدث، الذي تحتضنه “الجمعية المغربية 13 مارس لليقظة والمناعة الوطنية”، ضمن رؤية تعتبر أن التراث الشعبي ليس مجرد احتفال عابر، بل رافعة تنموية منسجمة مع اختيارات النموذج التنموي الجديد.

أكد نبيل محمد أجناو، رئيس الجمعية المحتضنة، أنّ فلسفة الملتقى تتجاوز “الطعريجة من أجل الطعريجة”، نحو توجيه رسائل عملية تجعل من التراث الفلكلوري فاعلاً حقيقياً في الدورات الاقتصادية محلياً وجهوياً ووطنياً، لاسيما في سياق الدينامية الاجتماعية التي تعزّزت مع تعميم التغطية والرعاية الصحيتين. ويرتكز التصوّر على إدماج حلقات صناعة “الطعريجة” المرتبطة بـ“الدقة المراكشية” في سلسلة قيمة متكاملة: من صانع الفخار الذي يُشكّل القالب، إلى دباغة الجلد، ثم لمسات النساء في التزيين، وصولاً إلى الفنانين من “الدقّايقية” و“المازنية” و“الهواريات”. والغاية تحويل هذا النشاط من الهواية أو منطق الاحتكار التجاري لدى بعض الوسطاء إلى مسار منظّم قائم على التأهيل والهيكلة القانونية والاقتصادية.

ويرى القائمون على الملتقى أن تثمين الموروث اللامادي يمر عبر ضبط سلاسل الإنتاج، وتمكين الفاعلين الحرفيين من مواكبة تنظيمية تضمن لهم شروط العيش الكريم والمنافسة النزيهة، مع الحفاظ على الأصالة ونقل المهارات “من السلف إلى الخلف”. كما يُعوَّل على هذا التوجّه في خلق فرص للدخل والشغل، وفتح آفاق للتسويق الثقافي والسياحي، بما يعزّز هوية مراكش كحاضنة للفنون الشعبية وورش مفتوح على الابتكار ضمن ضوابط القانون والأعراف التنظيمية.

وتخلص هذه الدورة إلى تأكيد أن الاحتفاء بالتراث لا ينفصل عن رهانات التنمية: فحين تتلاقى العروض الفنية مع تأهيل الحِرَف المساندة، وتُصان كرامة الصانع والفنان، يصبح الموروث رافعة اقتصادية وثقافية معاً، ويترسّخ كجسر حيّ بين ذاكرة المدينة وطموحات أجيالها المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى