من هو الخائن الحقيقي للوطن؟

متابعة : كمال قابل
في مدينتنا بوجدور، وفي أقاليمنا الجنوبية ككل، تتردد أصواتٌ تُعري الفساد وتكشف عن استغلال المسؤولين لمناصبهم. لكن بدلًا من مواجهة الحقيقة، يرفع البعض شماعةً قديمة وخطيرة: اتهام كل من ينتقد الفساد بأنه عدو للقضية المقدسة أو أنه ضد الملكية.
هذه ليست حجة، بل هي محاولة يائسة للتستر على الفساد وحماية الذات من المساءلة.
الخائن لا يحمل راية الوطن، بل يسرق من تحتها
الوطن ليس مجرد شعارات، والقضية الوطنية ليست ستارًا يتخفى وراءه الفاسدون. من ينهب المال العام، ويستغل منصبه لتنمية ثرواته، هو من يضعف الجبهة الداخلية ويهدد استقرار الوطن. هؤلاء لا يسرقون الموارد فحسب، بل يسرقون ثقة المواطنين في المؤسسات، ويُشوهون سمعة بلادنا بأفعالهم.
أن تحب وطنك يعني أن تحميه من الفساد، وأن تغار عليه من كل من يُريد استنزاف ثرواته. أن تدعم القضية الوطنية يعني أن تضمن أن ثرواتها تُوجه لخدمة أبنائها، لا لجيوب الفاسدين. من يسرق من الوطن باسم الوطن، هو الخائن الحقيقي.
اتهامات قديمة لا تُخيف الحقيقة
أصبح اتهام من يُكافح الفساد بأنه “خائن” أو “معادٍ للوطن” موضة قديمة. سلطات البلاد، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، تدرك جيدًا من هو الوطني الغيور ومن هو الخائن المستغل.
من يخاف على بلاده ويعمل على تطهيرها من الفساد هو الوطني الحقيقي، حتى لو رفع صوته. ومن يضع يده في يد الفاسدين ويشتري صمته بالمال، أو يُمارس الترهيب والتخويف لإسكات الأصوات الحرة، هو من يبيع ضميره ووطنه بثمن بخس.
بينما يعمل الوطنيون الحقيقيون على بناء مستقبل أفضل لأجيالنا، يستمر الخونة في محاولة هدم كل شيء باسم حماية الوطن. لكن الحقيقة أقوى من كل اتهام، والضمائر الحرة لا تُباع ولا تُشترى.