أزمة النقل المدرسي تنهك تلاميذ اقليم شيشاوة.. مجاط نموذجًا لمعاناة “دواوير تكنة” وخطر الهدر المدرسي

شيشاوة –سارة الهاشمي
تعاني مناطق شاسعة في إقليم شيشاوة، خصوصًا في عالمه القروي، من أزمة خانقة في النقل المدرسي، تهدد مستقبل آلاف التلاميذ وتُفاقم ظاهرة الهدر المدرسي. في قلب هذه المعاناة، تبرز جماعة مجاط كنموذج صارخ للمناطق الأكثر تضررًا، حيث تتفاقم الأزمة وتُلقي بظلالها على مسار التعليم.
تُمثل غياب حافلات النقل المدرسي تحديًا يوميًا لتلاميذ دواوير تكنة بجماعة مجاط، الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة في ظروف صعبة، تحت وطأة تقلبات الطقس وتضاريس المنطقة الوعرة. هذه المعاناة ليست وليدة اليوم، بل هي قصة ممتدة لسنوات، لم تجد طريقها إلى حلول جذرية تنهي مأساة التلاميذ وأسرهم.
لم يقف المجتمع المدني مكتوف الأيدي أمام هذه الأزمة، فقد قامت جمعيات محلية بجهود حثيثة، تمثلت في إرسال مراسلات عديدة إلى المسؤولين وتنظيم لقاءات متكررة مع الجهات المعنية. إلا أن هذه الجهود، حسب الفاعلين المحليين، لم تُسفر سوى عن وعود متكررة، بقيت حبرًا على ورق، دون أن تُترجم إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.
وفي شهادة مؤلمة تعكس حجم الأزمة، أكد السيد سمير الرابحي، رئيس جمعية أمهات وآباء مجموعة مدارس فيلالة بجماعة مجاط، وفاعل جمعوي بالمنطقة، أن “الأزمة وصلت إلى حدها الأقصى”. وأضاف في تصريح لموقعنا: “لقد بدأنا بالفعل في فقدان العديد من التلاميذ بسبب غياب النقل المدرسي. عدد من التلميذات انفصلن عن الدراسة رغم كل الجهود التي بذلناها لمحاربة الهدر المدرسي”.
تُظهر هذه الشهادة المباشرة أن الأزمة لم تعد مجرد مشكلة لوجستية، بل تحولت إلى سبب مباشر لحرمان الفتيات والأطفال من حقهم في التعليم. إن أزمة النقل المدرسي في إقليم شيشاوة، وجماعة مجاط على وجه الخصوص، تتطلب تحركًا عاجلًا وفوريًا من كافة المسؤولين. فالوعود لم تعد كافية، ومستقبل هؤلاء التلاميذ لا يمكن أن يبقى رهينًا لتأخير الإجراءات.
إن توفير النقل المدرسي ليس مجرد خدمة، بل هو استثمار في الأجيال القادمة وضمان لعدم اتساع الفجوة التعليمية بين المناطق الحضرية والقروية، وحماية لهم من مصير الهدر المدرسي الذي يهدد أحلامهم ومستقبلهم.